.................................................................................................
______________________________________________________
الأصل الزائدة اللاحقة آخر الاسم إما للوقاية بالحمل على الفعل كقوله :
٣٦٩١ ـ أمسلمني إلى قومي شراح (١)
وإما لتكميل الوزن نحو قول الشاعر :
٣٦٩٢ ـ أحبّ منك موضع القفنّ |
وموضع الإزار والكشحنّ (٢) |
وبعد فأنا أورد كلام المصنف في شرح الكافية المتعلق بهذا الفصل ثم أعود إلى لفظ الكتاب ، قال (٣) رحمهالله تعالى : «التنوين على ضربين : أحدهما خاص بالاسم والآخر مشترك فيه ، فالخاص بالاسم : تنوين التنكير ، وتنوين الصرف ، وتنوين العوض ، وتنوين المقابلة ، فتنوين التنكير كتنوين «صه» فإن «صه» بلا تنوين بمعنى : اسكت السكوت ، وبالتنوين بمعنى : اسكت سكوتا ما ، ومن تنوين التنكير تنوين عجز «سيبويه» ونحوه : تقول : مررت بسيبويه فلا تنون حين تقصد المعرفة ومررت بسيبويه آخر فتنون حين تقصد النكرة.
وتنوين الصرف كتنوين «رجل» وغيره من الأسماء المعربة العارية من موانع الصرف ، وقد يتوهم أن تنوين «رجل» تنوين تنكير و [ليس] كذلك ، لأنه لو سمي به مذكر لبقى تنوينه مع زوال التنكير ، فلو كان تنوين تنكير لزال بزوال مدلوله.
وتنوين العوض على ضربين : أحدهما ما عوض من الإضافة كالذي في قوله تعالى ـ
__________________
(١) هذا عجز بيت من الوافر ، وقائله يزيد بن مخزم الحارثي (العيني : ١ / ٣٨٥) وصدره :
وما أدري وظنّي كلّ ظنّ
الشرح : قوله : وظني كل ظن إما صلة أو جملة من مبتدأ وخبر معترضة أو الواو بمعنى مع وكل ظن تأكيد لظني و «شراح» أصله : شراحيل اسم رجل لحقه الترخيم. والشاهد : في قوله : أمسلمني ؛ فإن النون فيه زائدة للوقاية بالحمل على الفعل وانظر البيت في معاني القرآن (٢ / ٣٨٦) والمقرب (١ / ١٢٥) ، والمغني (ص ٣٤٥ ، ٦٤٤) ، وشرح شواهده (ص ٧٧٠).
(٢) هذان بيتان من الرجز المشطور وهما لدهلب بن قريع يخاطب ابنا له.
الشرح : قوله : الكشحن أصله : الكشح وهو ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف ، وهو من لدن السرة إلى المتن ، وقوله : القفن أصله : القفا وهو مؤخر العنق ، وقوله : الوشحن على الروايات الأخرى أصله : الوشاح ينسج من أديم عريضا ويرصّع بالجواهر وتشده المرأة بين عاتقيها وكشحيها.
والشاهد فيه قوله : «القفن» و «الكشحن» حيث زاد فيه نونا لتكميل الوزن ، والملاحظ أن النون التي تزداد في مثل هذا هي نون شديدة ، واستشهاد أبي حيان بالرجز على أن النون ساكنة.
(٣) انظر شرح الكافية الشافية (٣ / ١٤٢٠ ـ ١٤٣٠).