.................................................................................................
______________________________________________________
ـ (وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ)(١) ، [فإن] أصله : فهي يوم إذ انشقت ، فحذفت الجملة وجيء بالتنوين ، فالتقى ساكنان فكسرت الذال لالتقاء الساكنين.
والثاني كالذي في نحو : هؤلاء جوار ، وهذا يرم في رجل سميته بـ «يرمي» وكذا كل ما آخره ياء قبلها كسرة مما لا ينصرف نظيره من الصحيح كـ «يعيل» تصغير «يعلى» (٢) فإنه نظير «يعيمر» تصغير «يعمر» ، وكون هذا تنوين عوضا لا تنوين صرف (٣) هو مذهب سيبويه والمبرد (٤) ، إلا أن سيبويه (٥) جعله عوضا من الياء ، والمبرد جعله عوضا من ضمة الياء وكسرتها (٦) ، والصحيح مذهب سيبويه لأنه لو كان عوضا من الحركة لكان ذو الألف أولى به من ذي الياء ، لأن حركة ذي الياء غير متعذرة فهي لذلك في حكم المنطوق بها ، بخلاف حركة ذي الألف فإنها متعذرة ، وحاجة المتعذر إلى التعويض أشد من حاجة غير المتعذر ، وأيضا لو كان التنوين المشار إليه عوضا من الحركة لألحق مع الألف واللام كما ألحق معهما تنوين الترنم (٧) في قوله :
٣٦٩٣ ـ أقلّي اللّوم عاذل والعتابن (٨)
__________________
(١) سورة الحاقة : ١٦.
(٢) هو مضارع على ـ بالكسر في المكارم والرقعة والشرف ، ويقال أيضا : علا بالفتح انظر اللسان (علا). وقد سمّى به.
(٣) كونه نوين صرف هو مذهب الأخفش. انظر المغنى (ص ٣٤١) والأشموني (٣ / ٢٤٥).
(٤) انظر المعنى (ص ٣٤١) والأشموني (٣ / ٢٤٥) وفيه «وذهب المبرد والزجاج».
(٥) انظر الكتاب (٣ / ٣١٠ : ٣١١).
(٦) انظر شرح السيرافي بهامش بهامش الكتاب (٣ / ٣١٠ : ٣١١) ، والمغني (ص ٣٤١) والأشموني (٣ / ٢٤٥) ، وأصله على مذهب المبرد : جواري يترك التنوين ، حذف صمة الياء لثقلها وأتي بالتنوين عوضا عنها فالتقى ساكنان فحذفت الياء لالتقائهما. انظر حاشية الصبان (٣ / ٢٤٥).
(٧) انظر الأشموني (٣ / ٢٤٥) ، وسوف يذكر يذكر في كلامه تنوين الترنم بعد قليل.
(٨) هذا صدر بيت من الوافر وهو لجرير (ديوانه ص ٦٤) وعجزه :
وقولي أن أصبت لقد أصابن
الشرح : قوله : أقلي أمر من الإقلال من القلة ، واللوم : بالفتح : العذل ، وعاذل : بفتح اللام منادى مرخم ، أصله : يا عاذلة ، والعتابن : عطف على اللوم. والمعنى : يقول : أقلي لومي يا عاذلة ووعيني وتأملي ما أفعله فإذا كنت مصيبا فصوبيني ، ولا تعذلي على شيء ما عرفته ولا تبينته حتى تخبري فتقولي ما تقولينه على علم. والشاهد فيه قوله : والعتابن ، حيث ألحق به تنوين الترنم مع الألف واللام. وانظر البيت في الكتاب (٤ / ٢٠٥) ، والمقتضب (١ / ٣٧٥) ، والخصائص (٢ / ٩٦) ، والمنصف (١ / ٢٢٤) ،