.................................................................................................
______________________________________________________
على جواز الجمع بين الساكنين هو لا يجوز ، وما استدل (١) به من قول العرب : «التقت حلقتا البطان» (٢) بمد الألف محمول على الشذوذ ، لكن قال المصنف في شرح الكافية بعد ذكر المسألة ومذهب يونس فيها (٣) : ويعضد قوله (٤) قراءة بعض القراء (فدمّرانهم تدميرا) ، حكاها ابن جني (٥) ويمكن أن يكون من هذا قراءة (٦) ابن ذكوان (٧)(وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)(٨) ، وكمذهب يونس مذهب الكوفيين في وقوع الخفيفة بعد الألف» انتهى.
وهذا منه ـ رحمهالله تعالى ـ يدل على أنه يوافق يونس والكوفيين في المسألة (٩) ، وكلامه في التسهيل ربما يشعر بذلك فإنه ذكره دون تعرض لرده.
وقوله : «وتشاركها الخفيفة في زيادة الفاصل» يريد به أن النون التي يؤتى بها ـ
__________________
(١) نسبه الشيخ أبو حيان في التذييل (٦ / ٢٦٧) إلى الأستاذ أبي علي الفارسي ، وانظر شرح الكافية للرضي (٢ / ٤٠٥) ، والأشموني (٣ / ٢٢٤).
(٢) هذا مثل ؛ معناه : أن يغذ الرجل هاربا في السير فيضطرب حزام رحله ويستأخر حتى يلتقي عروتاه وهو لا يقدر فرقا أن ينزل فيشده ، يضرب في تناهي الشرّ ، انظر المستقصى (١ / ٣٠٦) المثل رقم (١٣١٦) ، ومجمع الأمثال (٣ / ١٠٢). ووجه الاستشهاد به : جواز التقاء الساكنين في قوله : حلقتا البطان فقد التقت ألف «حلقتا» مع ألف «البطان» والذي سهل ذلك أن الألف الأولى لما فيها من المدة كالحركة لما بعدها ، وقياسا على هذا أجاز يونس ومن تبعه من الكوفيين وقوع نون التوكيد الخفيفة بعد ألف المثنى والألف الفاصلة بينها وبين نون الإناث.
(٣) انظر شرح الكافية الشافية (٢ / ٥٦٨ ، ٥٦٩).
(٤) يعني قول يونس ، وانظر الهمع (٢ / ٧٩) والأشموني (٣ / ٢٢٤).
(٥) انظر المحتسب (٢ / ١٢٢) ، وهي قراءة علي بن أبي طالب ومسلمة بن محارب ، وانظر مختصر شواذ القرآن (ص ١٠٥).
(٦) انظر الكشف (١ / ٥٢٢) والحجة لابن خالويه (ص ١٨٣). والنشر (٢ / ٢٨٦) ، وهي قراءة ابن عامر رواها عنه ابن ذكوان ، وانظر أمالي ابن الشجري (٢ / ٢٢٧).
(٧) ابن ذكوان : عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الفهري أبو عمرو من كبار القراء ، لم يكن في عصره أقرأ منه ، توفي في دمشق سنة ٢٤٢ ه انظر ترجمته في غاية النهاية (١ / ٤٠٤) ، والأعلام (٤ / ٦٥) ، والإرشادات الجلية في القراءت السبع (ص ٩).
(٨) سورة يونس : ٨٩.
(٩) قال سيبويه في الكتاب (٣ / ٥٢٧) ردّا على من يجوز ذلك : «فهذا لم تقله العرب وليس له نظير في كلامها لا يقع بعد الألف ساكن إلا أن يدغم» وانظر الهمع (٢ / ٧٩).