قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد [ ج ٨ ]

شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد [ ج ٨ ]

242/592
*

.................................................................................................

______________________________________________________

بعد نون الإناث ولو لم تكن الشديدة بل كانت الخفيفة عند من يجور الخفيفة في هذا المحل لا بد من الإتيان بالألف الفاصلة بينها وبين نون الإناث ، كما أنه لا بد من الإتيان بها مع الشديدة (١).

بقيت الإشارة بعد ذلك إلى ثلاثة أمور :

الأول قال ابن عصفور (٢) : «واختلفوا في الحركة التي قبل النون في قولك : هل تضربنّ؟ واضربنّ ؛ فمنهم من قال إنها حركة التقاء الساكنين ، وكانت فتحة طلبا للتخفيف (٣) ، ومنهم من قال إن الحركة حركة بناء (٤) لأنه أشبه المركب ، فكما أن المركب يبني على حركة فكذلك ما أشبهه وهو الصحيح بدليل أن حركة التقاء الساكنين عارضة ، والعارض لا يعتد به بدليل : قم الساعة ، فلو كانت الحركة معتدّا بها لقلت : قوم الساعة ، لأن العلة الموجبة لحذف حرف العلة قد زالت وهي التقاء الساكنين ، فكان أن لا تقول : قومنّ وترد المحذوف ، ومما يدل على أن العرب لا تقول ذلك قول القائل :

٣٦٨٦ ـ فلا تقبلن ضيما مخافة ميتة

وموتن بها حرّا وجلدك أملس (٥)

فقال : موتن ولم يحذف الواو ، فلو كانت حركة التقاء الساكنين لقال : متن ، ولم يسمع ذلك ، فلم يبق إلا أن تكون بناء ، قال : وسبب الخلاف بين النحويين أن الموجب لإعراب الفعل المضارع قد زال وهو التخصيص بحرف من أوله كما أن الاسم كذلك» انتهى.

ولك أن تبحث فتقول : لا شك أن فعل الأمر ساكن الآخر ، فإذا اتصلت [به] ـ

__________________

(١) انظر الهمع (٢ / ٧٩).

(٢) انظر شرح الجمل (٢ / ٤٩٠ : ٤٩١).

(٣) هذا مذهب الزجاج والسيرافي ، انظر شرح الكافية للرضي (٢ / ٤٠٥) والتذييل (٦ / ٢٦٣).

(٤) وهذا مذهب الجمهور انظر شرح الكافية للرضي (٢ / ٤٠٥) ، والتذييل (٦ / ٢٦٢ : ٢٦٣).

(٥) هذا البيت من الطويل ، وهو للمتلمس في ديوانه (ص ٦) ، الخزانة (٣ / ٢٧٠). وقبله :

ألم تر أن المرء رهن منية

صريع لعافي الطّير أو سوف يرمس

الشرح : قوله ضيما : الضيم : الظلم وقوله أملس هو من الملوسة وهي ضد الخشونة وقوله «جلدك أملس» أي نفي من العار سليم من العيب ، والضمير في : بها يعود إلى قوله «ميتة» أي مت بتلك الميتة حرّا لم يستعبدك الحر ، والمعنى : أن الموت نازل بك على حال فلا تحتمل العار خوفا منه.

والشاهد فيه : قوله «موتن» حيث جاء بالواو ولم يحذفها لأن الحركة التي بعدها هي التي قبل النون للبناء وليست حركة التقاء الساكنين ولو كانت كذلك لقال متن. انظر البيت في الخزانة (٣ / ٢٧٠) ، وانظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص ٦٥٨) ، وشرح الحماسة للتبريزي (١ / ١٩٢).