.................................................................................................
______________________________________________________
والقول بأن
الباب المذكور منقول من باب النداء غير ظاهر.
ثم ليعلم أن
المخصوص مع موافقته للمنادى لفظا قد خالف من ثلاثة أوجه : أحدها : أنه لا يستعمل
مبدوءا به. ثانيها : أنه لا يستعمل معه حرف نداء. ثالثها : أنه يستعمل معرفا
باللام.
وبعد : فملخص
القول في الاختصاص : هو أن يتقدم ضمير دال على المتكلم ويؤتي بعده بأيّا ، أو باسم
معرفة مدلوله الضمير المتقدم عليه وتعريف الاسم المذكور إما بالإضافة أو بالألف
واللام وكونه علما قليل. ولا يجوز كون هذا الاسم نكرة ولا مبهما فلا يقال : إنا
قوما نفعل كذا ، ولا يقال أيضا : أي هذا أفعل كذا.
قال سيبويه :
ولا يجوز أن تذكر إلا اسما معروفا ؛ لأن الأسماء إنما تذكر هنا توكيدا وتوضيحا
للمضمر ، وإذا أبهمت فقد جئت بما هو أشكل من المضمر ثم قال :
وأكثر الأسماء
دخولا في هذا الباب : بنو فلان ، ومعشر مضافة ، وأهل البيت ، وآل فلان . انتهى.
وأما كون
الضمير المقدم ضمير خطاب فقليل. ثم إن المخصوص لا يتعين كونه وسط الكلام ، بل قد
يكون وسطا نحو : «نحن معاشر الأنبياء لا نورّث» ، وقد يكون آخرا نحو قولك : أنا أفعل كذا أيها الرجل.
واعلم (أن)
الاسم المخصوص معمول لفعل لا يجوز إظهاره ، كما أن عامل المنادى لا يجوز إظهاره
والفعل المقدر أخص ، أو أعنى ، وهو تقدير سيبويه .
ويظهر أن
تقديره أولى من تقدير أخص ، فالاسم الذي هو غير أي منصوب لفظا ، وأي منصوبة محلّا
؛ لأنها عوملت في الاختصاص بما عوملت به في النداء من البناء على الضم ووجوب وصفها
أيضا. ولكن يتعين كون الوصف هنا مقرونا باللام ، ـ
__________________