.................................................................................................
______________________________________________________
ومن وروده علما قول الراجز :
٣٥٤٣ ـ بنا تميما يكشف الضّباب (١)
ومن إيلاء الاختصاص ضمير المخاطب قولهم : بك الله نرجو الفضل. انتهى.
واعلم أن الأئمة تطابق كلامهم على أن الاختصاص وارد على طريقة النداء قبل ؛ وذلك لاستعمالهم لفظ المنادى فيه. ولا شك أنه ليس بنداء. قال المصنف في شرح الكافية (٢) : قد يجاب بكلام على صورة هي لغيره توسعا عند أمن اللبس. فمن ذلك ورود الخبر بصورة الأمر ، وورود الأمر بصورة الخبر ، وورود الخبر بصورة الاستفهام ، وورود الاستفهام بصورة الخبر ، ومن ذلك ورود الاختصاص بصورة النداء ، ولم يقع المختص مبنيّا إلّا بلفظ أيها وأيتها ، وإنما وقع منصوبا مضافا أو معرفا بالألف واللام. انتهى.
وقال سيبويه رحمهالله تعالى : «أجري على هذا حرف النداء كما أن التسوية أجرت ما ليس باستخبار (ولا استفهام) على حرف الاستفهام .. وذلك [قولك] : ما أدرى أفعل أم لم يفعل ، فجرى هذا مجرى أزيد عندك أم عمرو ؛ لأن علمك قد استوى فيهما كما استوى عليك الأمران (٣). انتهى.
وحرف النداء في قول سيبويه : أجرى هذا على حرف [٤ / ٢٢٤] النداء المراد به أي.
وكلام ابن الحاجب يعطي أن الاختصاص منقول من النداء فإنه قال : في كلام العرب حمل لمعان في الأصل ثم نقلوها إلى معان أخر مع تجريدها عن أصل معناها الأصلي : قال. وذلك في أبواب ... ثم قال : وكذا قولهم : أيها الرجل أصله تخصيص المنادى لطلب الإقبال عليك ، ثم نقل إلى معنى الاختصاص مجردا عن معنى طلب الإقبال في قولك : أما أنا فأفعل كذا أيها الرجل. قال : وكل ما نقل من باب إلى باب فإن إعرابه يكون على حسب ما كان عليه (٤). انتهى كلامه رحمهالله تعالى. ـ
__________________
(١) لرؤبة ـ ديوانه (ص ١٦٩) والأشموني (٣ / ١٨٧) والخزانة (١ / ٤١٢) وشرح المفصل (٢ / ١٨) والكتاب (١ / ٢٥٥ ، ٣٢٧).
(٢) انظر شرح الكافية الشافية (٣ / ١٣٧٤).
(٣) الكتاب (٢ / ٢٣٢).
(٤) الكافية بشرح الرضى (١ / ١٦١) ، وما بعدها.