قاله الفرزدق ، يفخر بأبيه غالب ، وكان جوادا ، وصفه بالجود عند شدة الزمان وهبوب الرياح الشديدة ؛ وذلك زمن الشتاء ووقت الجدب.
والشاهد : «اختير الرجال» ، فناب ثاني مفعولي اختار ، والأصل : اختير زيد الرجال ، أو من الرجال. [الخزانة / ٩ / ١٢٣ ، وسيبويه / ١ / ١٨ ، وشرح المفصل / ٥ / ١٢٣ ، والهمع ١ / ١٦٢].
(١١٦) وأنت امرؤ منّا خلقت لغيرنا |
|
حياتك لا نفع وموتك فاجع |
لرجل من بني سلول. يقول : أنت منّا في النسب إلا أنّ نفعك لغيرنا ، فحياتك لا تنفعنا ؛ لعدم مشاركتك لنا ، ولكن موتك يفجعنا ؛ لأنك أحدنا.
والشاهد : رفع ما بعد «لا» مع عدم تكرارها ، وهو قبيح ، وإنما سوّغه ما يقوم بعده مقام التكرير في المعنى ؛ لأنه إذ قال : وموتك فاجع ، دلّ على أنّ حياته لا تضرّ ، وإنما تضرّ وفاته. [سيبويه / ١ / ٣٥٨ ، وشرح المفصل / ٢ / ١١٢ ، والهمع / ١ / ١٤٨ ، والأشموني / ٢ / ١٨ ، والخزانة / ٤ / ٣٨ ، ونسبه إلى الضحاك بن هنّام].
(١١٧) بكت جزعا واسترجعت ثم آذنت |
|
ركائبها أن لا إلينا رجوعها |
مجهول. والشاهد : وقوع المعرفة بعد «لا» المفردة ، وإنما تقع المعارف بعد «لا» ، إذا كرّرت ، كقولك : «لا زيد في الدار ولا عمرو». [سيبويه / ١ / ٣٣٥ ، وشرح المفصل / ٢ / ١١٢ ، والهمع / ١ / ١٤٨ ، والأشموني / ٢ / ١٨].
(١١٨) ولقد علمت إذا الرجال تناهزوا |
|
أيّي وأيّكم أعزّ وأمنع |
قاله خداش بن زهير. وتناهزوا : افترص بعضهم بعضا في الحرب ، أي : انتهز كلّ منهم الفرصة من صاحبه فبادره.
والشاهد : إفراد «أي» ، لكل من الاسمين من باب التوكيد ، والمستعمل إضافتها إليهما معا ، فيقال : أيّنا. [سيبويه / ١ / ٣٩٩ ، وشرح المفصل / ٢ / ١٣٣].
(١١٩) إنّي رأيت من المكارم حسبكم |
|
أن تلبسوا حرّ الثياب وتشبعوا |
قاله عبد الرحمن بن حسان. وقوله : من المكارم ، أي : بدلا منها ، أي : رأيت كافيكم