والشاهد فيه : فتح «اللام» الأولى وكسر الثانية فرقا بين المستغاث به والمستغاث من أجله. [الخزانة / ٢ / ٤٢٩ ، وسيبويه / ١ / ٣١٩].
(٢٨٣) وأكذب النّفس إذا حدّثتها |
|
إنّ صدق النّفس يزري بالأمل |
قاله لبيد بن ربيعة. قالوا : ومن الأفعال الجامدة «كذب» التي تستعمل للإغراء بالشيء والحثّ عليه ، ويراد بها الأمر به ولزومه وإتيانه ، لا الإخبار عنه ، ومنه قولهم : كذبك الأمر ، وكذب عليك ، يريدون الإغراء به والحمل على إتيانه ، أي : عليك به فالزمه وائته ، وقولهم : كذبك الصيد ، أي : أمنك ، فارمه ، وأصل المعنى : كذب فيما أراك وخدعك ولم يصدقك ، فلا تصدقه فيما أراك ، بل عليك به والزمه وائته ، ثم جرى هذا الكلام مجرى الأمر بالشيء والإغراء به والحث عليه والحضّ على لزومه وإتيانه من غير التفات إلى أصل المعنى ؛ لأنه جرى مجرى المثل ، والأمثال لا يلاحظ فيها أصل معناها وما قيلت بسببه ، وإنما يلاحظ فيها المعنى المجازي الذي نقلت إليه. وهذا الكلام إما من قولهم : كذبته عينه ، أي : أرته ما لا حقيقة له. وإما من قولهم : «كذب نفسه ، وكذبته نفسه» ، إذا غرّها أو غرّته ، وحدثها أو حدثته بالأماني البعيدة.
ومعنى البيت : نشطها وقوّها ومتنها ، ولا تثبطها ، فإنك إن صدقتها ، أي : ثبطتها وفترتها ، كان ذلك داعيا إلى عجزها وكلالها وفتورها خشية التعب في سبيل ما أنت تريده. [الحماسة / ١٤٨ ، والخزانة / ٥ / ١١٢].
(٢٨٤) حجبت تحيّتها فقلت لصاحبي |
|
ما كان أكثرها لنا وأقلّها |
البيت شاهد على زيادة «كان» بين «ما» وفعل التعجب.
(٢٨٥) أقيم بدار الحزم ما دام حزمها |
|
وأحر إذا حالت بأن أتحوّلا |
البيت لأوس بن حجر.
والبيت شاهد على الفصل بين فعل التعجب «أحر» والمتعجب منه بالظرف «إذا» ، وهو هنا ظرف محض لم يتضمن معنى الشرط ، ومتعلق بآخر. [الأشموني / ٣ / ٢٤ ، والعيني / ٣ / ٦٥٩ ، والتصريح / ٢ / ٩٠].
(٢٨٦) فنعم ابن أخت القوم غير مكذّب |
|
زهير حسام مفرد من حمائل |