للكثير الإطعام. والقرى : الضيافة. والقرس : أبرد الصقيع وأكثره وأشدّ البرد ، ويوم قارس : بارد. [اللسان قرس].
(٥٢) إمّا شربت بكأس دار أوّلها |
|
على القرون فذاقوا جرعة الكاس |
البيت لعمران بن حطان الخارجي في رثاء مرداس بن أديّة. وبعد البيت وفيه جواب الشرط :
فكلّ من لم يذقها شارب عجلا |
|
منها بأنفاس ورد بعد أنفاس |
[الخزانة ج ٥ / ٣٦٠ ، وكامل المبرد في شعر الخوارج].
(٥٣) كي لتقضيني رقيّة ما |
|
وعدتني غير مختلس |
البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات ، وقبله :
ليتني ألقى رقيّة في |
|
خلوة من غير ما أنس |
قوله : من غير ... الخ ، ما : زائدة ، والأنس : بفتحتين ، وهو الإنس بكسر الهمزة وسكون النون ، وفيه مضاف محذوف تقديره من غير حضور أنس. وقوله : لتقضيني : علة لقوله : ألقى. والقضاء : الأداء. ورأى البغدادي أنه يتعدى لمفعول واحد ، و «ما» بدل اشتمال من الياء. وكون «ما» موصوفة ، أحسن من كونها موصولة. وقال العيني : ما : مفعول ثان لتقضي ، ويجوز أن تكون موصولة والعائد محذوف ، ويجوز أن تكون مصدرية ، أي : لتقضيني وعدها ، والمختلس : مصدر ميمي من «اختلس» أي خطف الشيء بسرعة على غفلة ، و «غير» مفعول مطلق ، أي : لتقضي قضاء غير اختلاس ، والمراد : لأنال من وصلها في أمن من الرقباء. والبيت شاهد على أن الأخفش يعتذر لتقدم اللام على «كي» في «لكيما» ، وتأخرها عنها في «كي لتقضي» ، أنّ المتأخر بدل المتقدم ، وهذا يرد على الكوفيين في زعمهم أنّ «كي» ناصبة دائما ، لأن لام الجر لا تفصل بين الفعل وناصبه ، ويرى البصريون أن النصب بأن مضمرة وكي جارة تعليليّة ، أكدت بمرادفها وهي اللام. [الخزانة ج ٨ / ٤٨٨ ، والأشموني ج ٣ / ٢٨١ ، والهمع ج ١ / ٥٣].
قلت : وهذا الشاعر فاسق ومنافق ، فهو فاسق ؛ لأنه يتمنى أن يلقى حبيبته في خلوة ،