مرحبا ولك سقيا ، قال : وللمازني في مثل هذا طريقة أخرى ، وهو أن يجعل الألف واللام من المتقاعس ، للتعريف فقط ، ولا يؤدي معنى الذي كما تقول : نعم القائد زيد ، وإذا كان كذلك ، لم يحتج إلى الصلة ، فجاز وقوع «بالرحا» مقدما عليه ومؤخرا بعده ، وبعده البيت المشهور :
فقلت لها لا تعجلي وتبيّني |
|
بلائي إذا التفت عليّ الفوارس |
[الحماسة ص ٦٩٦ ج ٢ ، والخصائص ج ١ / ٢٤٥].
(٤٨) إذا أرسلوني عند تعذير حاجة |
|
أمارس فيها كنت نعم الممارس |
قاله يزيد بن الطثرية. وتعذير حاجة : تعذرها وتعسرها. وأمارس فيها ، أي : أتحيل في قضائها ، والشاهد : كنت نعم الممارس ، حيث دخلت كان الناسخة على مخصوص نعم ، وهو «التاء» ، وقدّم على «نعم». [الأشموني ج ٣ / ٣٨ ، والهمع ج ٢ / ٨٨].
(٤٩) هل من حلوم لأقوام فتنذرهم |
|
ما جرّب الناس من عضّي وتضريسي |
البيت لجرير وهو في اللسان (حلم) ، والحلم : الأناة والعقل ، قال ابن سيده : وهذا أحد ما جمع من المصادر ، وقوله : فتنذرهم : منصوب بأن مضمرة بعد الفاء. والتضريس : القطع بالضّرس ، ويريد به ما يلحق بعدوّه من الأذى ، قال زهير :
ومن لم يصانع في أمور كثيرة |
|
يضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم |
[ديوان جرير / ١٢٨].
(٥٠) إذا هبطن سماويّا موارده |
|
من نحو دومة خبت قلّ تعريسي |
البيت لجرير ، وسماويّا : نسبة إلى «السماوة» مكان بعينه في أرض العرب. ودومة خبت : موضع بعينه. والتعريس : نزول المسافر آخر الليل. يقول : إذا هبطت الإبل مكانا من السماوة ، وردت ماءه لم أقم فيه ، شوقا إلى أهلي وحرصا على اللحاق بهم. والشاهد : «سماويا» نسبة إلى السماوة ، فحذفت التاء وبقيت الواو على حالها. [شرح المفصل ج ٥ / ١٥٧ ، وكتاب سيبويه ج ٢ / ٧٦].
(٥١) مطاعين في الهيجا مطاعيم للقرى |
|
إذا اصفرّ آفاق السماء من القرس |
قاله أوس بن حجر ، والمطاعين : جمع مطعان ، لكثير الطعن. ومطاعيم : جمع مطعم