خلا أنّ العتاق من المطايا |
|
حسين به فهنّ إليه شوس |
والبيت استشهد به السيوطي على جواز الفصل بين المتضايفين بالمفعول له ، واستشهد به أبو حيان على هذه المسألة ، وقال : أي : معاود وقت الهوادي جرأة ، ففصل بالمصدر الذي هو مفعول من أجله.
قال الشنقيطي : وروياه «وقت» ، والرواية المشهورة «وفق» بالفاء الساكنة والواو المفتوحة ، ويقال : جاء القوم وفقا ، أي : متوافقين ، ويقال : أتيته وفق طلعت الشمس ، أي : ساعة طلعت.
قلت : ولعلّ الرواية الصحيحة هي :
«يعاود جرأة وفق الهوادي» ، يعاود : فعل مضارع ، وجرأة : مفعول لأجله ، يريد أن يقول : إنه يعاود الهجوم ، متوافقا هجومه مع بروز الهوادي من الخيل ، وبهذا التقدير ، لا يكون فصل ، ولا يكون في البيت مضاف ومضاف إليه. [الهمع / ٢ / ٥٣ ، والأشموني / ٢ / ٢٨٠ ، وعليه حاشية الصبان والعيني].
(٤٧) تقول : ودقّت صدرها بيمينها |
|
أبعلي هذا بالرّحى المتقاعس |
قاله الهذلول بن كعب العنبري ، وفي الحماسة : وقال الهذلول حين رأته امرأته يطحن للأضياف ، فقالت : أهذا بعلي؟ قوله : ودقت صدرها ، يبدو أن الضرب على الصدر عند وقوع الدهشة عادة موروثة عند المرأة ، فلا زالت النسوة تفعل هذا عند المفاجأة. وقد ينوب عنها لطم الوجه ، ففي القرآن : (فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ). [الذاريات : ٢٩] وقوله : أبعلي : الهمزة للاستفهام الإنكاري ، و «بعلي» : مبتدأ ، و «هذا» خبر والمتقاعس : عطف بيان ، أو «هذا» صفة لبعلي ، والمتقاعس : خبر ، والمتقاعس : بناء لما يفعل تكلفا ، ومثله «المتعامي» وهو من القعس ، وهو دخول الظهر وخروج الصدر.
وقوله : بالرحى ، من رحيت ، ومن رحوت ، فتكتب بالألف وتكتب بالياء ، والياء أكثر ، وفي تعلّق الباء قولان ، قال المرزوقي : لا يجوز أن يتعلق بالمتقاعس ؛ لأنه في تعلقه به يصير من صلة الألف واللام ، وما في الصلة لا يتقدم على الموصول ، ولكن تجعله تبيينا ، وتتصور «المتقاعس» اسما تاما ، ويصير موقع «بالرحا» بعده موقع «بك» بعد مرحبا ، و «لك» بعد سقيا وحمدا ، وإذا كان كذلك جاز تقديمه عليه ، كما جاز أن تقول : بك