الهذليين ج ١ / ٤٤٢ ، ج ١ / ٢٢٨ ، وشرح المفصل ج ٤ / ١٢٣ ، وج ٥ / ٣٥ ، وج ١٠ / ٢٣].
والهزبر : الأسد الضخم الزّبرة ، وهو الشعر المجتمع للأسد على كاهله. والخيسة : أجمة الأسد ، ويروى (عند غابته). ورقمة الوادي : حيث يجتمع الماء ، ويقال : الرقمة الروضة. وأجر : حمع جرو ، وهو ولد الأسد هنا. وقوله : وأعراس ، قال ابن منظور : ولبؤة الأسد : عرسه ، وقد استعاره الهذلي للأسد وذكر البيت ، والعرس : جمعه أعراس.
والشاهد في البيت : «أجر» في جمع جرو ، وأصله «أجرو» مثل كلب وأكلب ، ولا نظير لهذه الحال في الأسماء المتمكنة فقلبوا الواو لتطرفها ياء ، ثم قلبوا الضمة كسرة ؛ لتناسب ، الياء ثم حذفوا هذه الياء كما يحذفونها في غاز وقاض ، ومثله توجيه «أيدي جمع يد» ، وقبل البيت مما يفهم معنى الشاهد ومناسبته :
يا ميّ لا يعجز الأيام مجتريء |
|
في حومة الموت رزّام وفرّاس |
والرزّام : الذي له رزم ، وهو الزئير. والفرّاس : الذي يدقّ عنق فريسته ، ويسمّى كل قتل «فرسا».
(٤٦) معاود جرأة وقت الهوادي |
|
أشمّ كأنّه رجل عبوس |
البيت منسوب لأبي زبيد الطائي ، وفي شواهد العيني جعل عجزه صدره فتكون قافيته داليه ، وكذلك في الهمع. والهوادي : جمع هاد ، وهو عنق الخيل ، يقال : أقبلت هوادي الخيل ، إذا بدت أعناقها. يصف رجلا بأنه يظهر الكبر ويعاود الحرب وقت ظهور الهوادي. لأجل جرأته في الحرب ، وقد نقلت هذا الشرح من حاشية الصبان على الأشموني ومن العيني ، وأنا لست راضيا عن هذا الشرح ، فالهوادي : لا معنى لكونها الأعناق ، وإنما هي أوائل الخيل ، لتقدمها تقدم الأعناق ، قال امرؤ القيس :
فألحقنا بالهاديات ودونها |
|
جواحرها في صرّة لم تزلّل |
وقولهم : إنه يصف رجلا ليس صحيحا ، فلا معنى لوصف الرجل الشجاع ، بأنه كالرجل العبوس ، والصحيح أن البيت في وصف الأسد ؛ لأن البيت من قصيدة سينية ، يصف فيها أبو زبيد الأسد ، ومنها قبل البيت الشاهد :
إلى أن عرّسوا فأغبّ عنهم |
|
قريبا ما يحسّ له حسيس |