ساغ ذلك ؛ لأنه مؤول بالنكرة ، أي : أرسلها معتركة ، يعني : مزدحمة. [سيبويه / ١ / ١٨٧ ، والمقتضب / ٣ / ٢٣٧ ، والإنصاف / ٨٢٢ ، وشرح المفصل / ٢ / ٦٢ ، ٤ / ٥٥ ، والعيني ٣ / ٢١٩ ، والهمع / ١ / ٢٣٩].
(٦٩) يا صاح هل حمّ عيش باقيا فترى |
|
لنفسك العذر في إيعادها الأملا |
لرجل من طيىء لم يعينه أحد. يا صاح : منادى مرخم على غير قياس ؛ لأنه غير علم ، وقياس الترخيم أن يكون في الأعلام. هل : الاستفهام هنا إنكاري بمعنى النفي. وحمّ : قدّر.
والشاهد : «باقيا» ، حيث وقع حالا من النكرة ، وهو قوله : «عيش» ، والذي سوغ مجيء الحال من النكرة ، وقوعها بعد الاستفهام الإنكاري ، الذي يؤدّي معنى النفي. [الهمع / ١ / ٢٤٠ ، والعيني / ٣ / ١٥٣ ، والتصريح / ١ / ٣٧٧].
(٧٠) فإن تك أذواد أصبن ونسوة |
|
فلن يذهبوا فرغا بقتل حبال |
قاله طليحة بن خويلد الأسدي ، المتنبي ، أيام حرب الردّة ، والأذواد : جمع ذود ، وهو من الإبل ما بين الثلاث إلى العشر. فرغا ، أي : هدرا لم يطلب به. حبال : بزنة كتاب ، ابن الشاعر. وكان المسلمون قد قتلوه في حرب الردّة ، يقول : لئن كنتم قد ذهبتم ببعض إبل أصبتموها ، وبجماعة من النساء سبيتموهن ، فلن تذهبوا بقتل حبال كما ذهبتم بالإبل والنساء.
والشاهد قوله : «فرغا» ، حيث وقع حالا من «قتل» ، المجرور بـ «الباء» وتقدم عليه ، وهذا مذهب ابن مالك ، والجمهور يمنعه. [الأشموني / ٢ / ١٧٧ ، والعيني / ٣ / ١٥٤].
(٧١) ضيّعت حزمي في إبعادي الأملا |
|
وما ارعويت وشيبا رأسي اشتعلا |
ليس له قائل معروف. وقوله : وشيبا : تمييز متقدم على عامله «اشتعل». ورأسي : مبتدأ ، وجملة «اشتعل» : خبره.
والشاهد : تقديم التمييز على عامله المتصرف ، وهو قليل ، ومثله :
أنفسا تطيب بنيل المنى |
|
وداعي المنون ينادي جهارا |
[الأشموني / ٢ / ١٠١ ، والعيني / ٣ / ٢٤٠ ، وشرح أبيات المغني / ٧ / ٢٥].