تعطي الضّجيع إذا تنبّه موهنا |
|
منها وقد أمنت له من يتقّي |
عذب المذاق مفلّجا أطرافه |
|
كالأقحوان من الرّشاش المستقي |
والرّشاش : جمع مفرده الرش ، وهو المطر القليل ، ولعل الشاعر أراد : الأقحوان المستقي من الرشاش فقدم.
(٩٨) إذا ما استحمّت أرضه من سمائه |
|
جرى وهو مودوع وواعد مصدق |
البيت للشاعر خفاف بن ندبة ، يصف فرسا ، يقول : إذا ابتلت حوافره من عرق أعاليه ، جرى وهو متروك لا يضرب ولا يزجر ، ويصدقك فيما يعدك البلوغ إلى الغاية ، فقوله : مصدق : بفتح الميم ، وسكون الصاد ، أي : صادق الحملة ، يقال ذلك للشجاع ، والفرس ، والجواد.
والشاهد : «مودوع» ، اسم المفعول من الفعل المضارع «يدع» ، بمعنى يترك ، وقد زعموا أن الفعل «لم يدع» ، لا يأتي منه غير لفظه ، ولكن النصوص جاءت بالماضي والمصدر ، واسم الفاعل واسم المفعول. [الخزانة ج ٦ / ٤٧٢ ، واللسان «صدق ، وودع»].
(٩٩) وقد تخذت رجلي لدى جنب غرزها |
|
نسيفا كأفحوص القطاة المطرّق |
البيت للممزّق العبدي ، نسبة إلى عبد القيس ، واسمه شأس بن نهار ، وإنما لقب الممزق لقوله :
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل |
|
وإلا فأدركني ولما أمزّق |
والبيت الشاهد من قصيدة في الأصمعيات ، يخاطب فيها الملك عمرو بن هند ، وكان قد همّ بغزو عبد القيس ، فقال الممزق هذه القصيدة يستعطفه. وفيها وصف لناقته التي حملته إلى عمرو بن هند. والنسيف : أثر ركض الرّجل بحنبي البعير. والأفحوص : مجثم القطاة ، أي : مبيتها. والقطاة : طائر. والمطرّق : بفتح الراء ، صفة لـ «الأفحوص» ، أي : المعدل ، وبكسر الراء : صفة لـ «القطاة» ، وهي التي حان خروج بيضها.
والشاهد : «تخذت» ، فهو فعل ماض نصب مفعولين ، الأول : نسيفا ، والثاني : الظرف في قوله : «لدى» ، ويروى «إلى جنب» ، فيكون الجار والمجرور مفعولا ثانيا. [الأصمعيات / ١٦٤ ، والخصائص / ٢ / ٢٨٧].