[في : معانيها ، وما يعرض لها]
قال ابن مالك : (ومنها في للظّرفيّة حقيقة أو مجازا ، وللمصاحبة ، وللتّعليل ، وللمقايسة ، ولموافقة «على» ، والباء).
______________________________________________________
معنى نطمع وكأنه قال : ونطمع بالفرج ، فعداه بالباء لذلك. فإن لم يكن للباء معنى ولم يمكن التضمين جعلت زائدة. انتهى.
ومن زيادة الباء في الخبر قول الشاعر :
٢٤٨٤ ـ فلا تطمع أبيت اللّعن فيها |
فمنعكها بشيء يستطاع (١) |
أي : شيء يستطاع.
قال ناظر الجيش : قال المصنف (٢) : «في» التي للظرفية الحقيقية نحو : (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ)(٣) ، و(وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ)(٤) ، والتي للظرفية المجازية نحو : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ)(٥) ، و(لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ)(٦) ، وشواهد ذلك كثيرة ؛ لأنه الأصل. والتي للمصاحبة نحو : (قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ)(٧) أي : ادخلوا في النار مع أمم قد خلت من قبلكم في تقدم زمانكم كذا جاء في التفسير (٨) ، وهو صحيح ، ومثله : (عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ)(٩) ، و(حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ)(١٠) ، و(فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ)(١١) ، ومنه قول الشاعر :
٢٤٨٥ ـ كحلاء في برج صفراء في دعج |
كأنّها فضّة قد مسها ذهب (١٢) |
__________________
(١) من الوافر لرجل من تميم ، وراجع : الأشموني (١ / ١١٨ ، ١٢٠) ، والخزانة (٢ / ٤١٣) والعيني (١ / ٣٠٢) ، وفي المغني (١١٠) برواية «ومنعكها» ، وأنه للحماسي.
(٢) انظر شرح التسهيل (٣ / ١٥٥).
(٣) سورة البقرة : ٢٠٣.
(٤) سورة البقرة : ١٨٧.
(٥) سورة البقرة : ١٧٩.
(٦) سورة يوسف : ٧.
(٧) سورة الأعراف : ٣٨.
(٨) ينظر الكشاف (٢ / ٧٨).
(٩) سورة الأحقاف : ١٦.
(١٠) سورة الأحقاف : ١٨.
(١١) سورة القصص : ٧٩.
(١٢) من البسيط لذي الرمة ، ويروى ـ كما في الأصل ـ «نعج» وراجع ديوانه (ص ٥) والتذييل (٧ / ٣١ / أ) ، والخصائص (١ / ٣٢٥).