.................................................................................................
______________________________________________________
على خطأ من يقول من «الكلب» : ما أكلبه ، ومن «الحمار» : ما أحمره ، ومن «الجلف» (١) : ما أجلفه ، وربما يكون من «الجلد» : ما أجلده. وقيد بكونه ثلاثيّا ليعلم امتناع بنائه من ذي أصول أربعة ، مجردا كان كـ : «دحرج» ، أو غير مجرّد كـ : «ابرنشق». وقيد كون الثلاثي مجردا ، تنبيها على أنّ حقه ألّا يبنى من ثلاثيّ مزيد فيه كـ : «علّم» و «تعلّم» ، و «قارب» ، و «اقترب». وقيّد بكونه فعلا تامّا تنبيها على أنّه لا يبنى من فعل ناقص كـ : «كان» ، و «ظلّ» و «كرب» ، و «كاد» (٢). وقيّد بكونه مثبتا تنبيها على أنّه لا يبنى من فعل مقصود نفيه لزوما ، كـ : «لم يعج» ، وجوازا ، كـ : «لم يعج» (٣). وقيد بالتصرف تنبيها على امتناع بنائه من «يذر» و «يدع» ونحوهما. وقيد بقبول معناه للكثرة تنبيها على امتناع بنائه من «حدث» ، «وفني» ونحوهما (٤). وقيد بكونه غير مبنيّ للمفعول تنبيها على أنّ حقّه أن يبنى من فعل الفاعل لا من فعل المفعول ، كـ : «علم» (٥). وقيد ـ
__________________
(١) في المصباح المنير : الجلف : العربي الجافي ، وقيل : الدنّ الفارغ ، وقيل غير ذلك ، والحمار : هو الحيوان المعروف ، وما أحمره : بمعنى : ما أبلده ، وما أجلفه : ما أجفاه.
(٢) في التذييل والتكميل : (٤ / ٦٧١): (وأما كون الفعل المصوغ منه «أفعل» و «أفعل» ثلاثيّا فاحتراز من أن يكون رباعيّا أصلا ، أو مزيدا نحو : دحرج وتدحرج ، فإنه لا يمكن منه بناء «أفعل» و «أفعل» لهدم بنيته ، ولزوم حذف بعض أصوله ، وأما كونه مجردا فاحتراز من أن يكون غير مجرد ، وأما كونه تامّا فاحتراز من أن يكون ثلاثيّا مجردا غير تام ، نحو «كان» الناقصة ، و «ظلّ ، وكرب ، وكاد» ، ونحوهن من أخوات «كان» ، وهذا الشرط ذهب إليه الجمهور ، وأجاز بناءه من «كان» الناقصة بعضهم ، قال أبو بكر بن الأنباري : وتقول : كان عبد الله قائما ، فإذا تعجبت منه قلت : ما أكون عبد الله قائما) ا ه.
وينظر : شرح فصول ابن معط (ص ١٣٦) رسالة.
(٣) في التذييل والتكميل (٤ / ٦٧٣): (وأما كونه مثبتا فاحتراز من أن يكون منفيّا) ؛ لأنه لا يتعجب منه ؛ لأن فعل التعجب مثبت فمحال أن يبنى من المنفي) ا ه.
في المرجع السابق (٤ / ٦٧٤): (وأما كونه متصرفا فاحتراز مما لا يتصرف ، نحو : يذر ، ويدع ، ونحوهما ، فإنه لا يجوز أن يصاغ منه ؛ لأنها إذا بني منه كان تصرفا فيه ، والغرض أنه غير متصرف) ا ه.
(٤) وفي التذييل والتكميل (٤ / ٦٧٤): (وأما كون معناه قابلا للكثرة فاشترطه الفراء وهو صحيح ، واحتراز من الأفعال التي لا تقبل الزيادة ، نحو : مات وفني وحدث ، فلا تقول : ما أموت ، ولا : أموت به ، وقد شذّ من الألفاظ الثابتة التي لا يقبل معناها الزيادة قولهم : ما أحسنه ، وما أقبحه ، وما أكثره ، وما أطوله ، وما أهوجه ، وما أشنعه ، وما أجمعه) ا ه.
(٥) في التذييل والتكميل (٤ / ٦٧٦): (وأما كونه غير مبني للمفعول فلأنه لا يجوز : ما أضرب