[جرّ ما يتعلّق بصيغتي التعجّب]
قال ابن مالك : (ويجرّ ما تعلّق بهما من غير ما ذكر بـ «إلى إن كان فاعلا ، وإلّا فبالباء إن كان من مفهم علما أو جهلا ، وباللّام إن كانا من متعدّ غيره ، وإن كانا من متعدّ بحرف جرّ فبما كان يتعدّى به ، ويقال في التّعجّب من «كسا زيد الفقراء الثّياب» و «ظنّ عمرو بشرا صديقا» و «ما أكسى زيدا الفقراء الثّياب» و «ما أظنّ عمرا لبشر صديقا» وينصب الآخر بمدلول عليه بأفعل لا به ، خلافا للكوفيّين).
______________________________________________________
وأجاز ابن كيسان الفصل بين «أفعل» والمتعجّب منه ، بـ «لولا» الامتناعية ، ومصحوبها ، كقولك : ما أحسن لو لا بخله زيدا ، ولا حجة على ذلك (١). انتهى كلام المصنف رحمهالله تعالى.
ونظرت في شرح الشيخ بعد ذلك فلم أجده ذكر شيئا كبير الفائدة ، يتعلق بهذا الفصل ، مع أنه أطال الكلام ، ولكن لم يتحصل لي فيه ما يتعين إثباته ، وكلام المصنّف ـ إذا تأمله الناظر ـ كان فيه غنية عن كثير من التصانيف ، فسبحان الملك الوهاب ولا مانع لما أعطى جلّ وعزّ وعلا.
قال ناظر الجيش : قال المصنف (٢) : الإشارة بما ذكر إلى المتعجّب منه ، والظرف والحال ، والتمييز ، فما ليس واحدا منها ، وله تعلّق بفعل التعجّب ، يجرّ بـ «إلى» إن كان فاعلا في المعنى ، نحو : ما أحبّني إلى زيد ، فـ «زيد» فاعل في المعنى ، لأنّ المراد يحبّني زيد حبّا بليغا (٣) ، وإن لم يكن فاعلا في المعنى جرّ بالباء إن كان فعل التعجّب مصوغا من فعل علم أو جهل ، نحو : ما أعرفني بزيد ، وما أجهله بي ، وإن صيغ من غير ذلك ، وكان فعل التعجّب متعدّيا عدّي في التعجّب باللّام ، ـ
__________________
(١) لمراجعة ذلك ينظر : شرح المصنف (٣ / ٤٣) ، والتذييل والتكميل (٤ / ٦٥٢) ، ومنهج السالك (ص ٣٨١) ، وشرح التسهيل للمرادي (١٩١ / أ) ، والمساعد لابن عقيل (٢ / ١٥٧ ـ ١٥٨).
وفي تعليق الفرائد للدماميني (٢ / ٤٤١): (فإن كان عن سماع فهو معذور ، وإلا فهو جملة اعتراض ، فما وجه تخصيص اعتراضه ، مفتتحة بلولا ، عن اعتراضه غير مفتتحة بها؟!) اه.
(٢) شرح التسهيل لابن مالك (٣ / ٤٣).
(٣) ينظر : التذييل والتكميل (٤ / ٦٦٤) وفيه زيادة «أحبب بزيد إلى عمرو ، وأبغض بعمرو إلى بكر».