.................................................................................................
______________________________________________________
وبناؤه من الثلاثي على زنة «مفعول» ، نحو : علم فهو معلوم ، ومن الرباعي والخماسي والسداسي على زنة اسم فاعله ، مفتوحا ما قبل آخره نحو : مدحرج ومجتذب ، ومستفهم ما لم يستغن فيه بـ «مفعول» عن «مفعل» ، كـ : مزكوم ومحموم ومحزون ، ومنه : محبوب في الأكثر ، وقد نبّهت على ذلك فيما مضى ، ومثال «فعل» النائب عن «مفعول» : ذبح ، وطرح ، وطحن ، بمعنى : مذبوح ومطروح ، ومطحون ، ومثال «فعل» : لفظ ، ولقط ، ونقض ، وقبض ، بمعنى : ملفوظ ، وملقوط ، ومنقوض ومقبوض ، ومثال «فعلة» : أكلة ، ومضغة ، ولقمة وغرفة وجرية ، ومثال «فعيل» : جريح ، وكليم ، وصريع ، وأخيذ ، وقتيل ، وأسير ، ودهين ، وخضيب ، ولديغ ، وغسيل ، ودفين ، ومقيل.
وهذا ـ مع كثرته ـ مقصور على السّماع ، وجعله بعضهم مقيسا فيما ليس له «فعيل» بمعنى فاعل ، كـ «قتيل» لا فيما له فعيل بمعنى فاعل كـ «عليم» ، وقد يصاغ فعيل بقصد المفعوليّة من «أفعل» ، فمن ذلك قولهم : أعقدت العسل فهو عقيد ، وأعلّ الله فلانا ، فهو عليل. انتهى كلامه ، ويتعلق به الإشارة إلى أمرين :
أحدهما : أنه سيعرف في باب الصفة المشبهة أنّ اسم مفعول المتعدّي إلى واحد يجوز أن يعامل معاملة الصفة المشبهة في الاستعمال ، فيقال : مررت برجل مضروب الظّهر (١) ، وبرجل مجذوع الأنف ، ولا شكّ أنّ الأصل في هذين المثالين : برجل مضروب الظّهر [٣ / ١٥٠] ومجذوع الأنف ، بالرّفع ، ثم بنصب الظّهر والأنف على التشبيه بالمفعول به ، بعد إسناد اسمي المفعول إلى ضمير الاسم السابق ، ثمّ جر الظّهر والأنف ، بإضافة الصفة إليهما ، كما في نحو : برجل حسن الوجه.
قال الشيخ : فإن كان اسم المفعول (٢) ، ممّا يتعدّى لاثنين فأكثر فقياس هذا أن ـ
__________________
اللغة : تركنا تغلب ابنة وائل : أي حجا تغلب.
والشاهد فيه قوله : «كمضروبة رجلاه» ؛ حيث أعمل اسم المفعول فرفع قوله : «رجلاه» لكونه معتمدا على موصوف مقدر ، والتقدير : كرجل مضروبة رجلاه.
ينظر الشاهد في : شرح المصنف (٣ / ٨٨) ، ومنهج السالك (ص ٣٤١) ، والهمع (٢ / ١٩٧) ، والدرر (٢ / ١٣١).
(١) ينظر ذلك أيضا في : التذييل والتكميل (٤ / ٨٤٦).
(٢) من أول هنا إلى قوله : «الأمر الثاني» ساقط من نسخة دار الكتب المصرية وقد أكملناه من التذييل والتكميل.