[اسم المفعول : عمله عمل فعله الذي
لم يسم فاعله وشروط عمله وبناؤه]
قال ابن مالك : (يعمل اسم المفعول عمل فعله مشروطا فيه ما شرط في اسم الفاعل ، وبناؤه من الثّلاثيّ على زنة «مفعول» ، ومن غيره على زنة اسم فاعله مفتوحا ما قبل آخره ما لم يستغن فيه بـ «مفعول» عن «مفعل» وينوب في الدّلالة لا العمل عن «مفعول» ، بقلّة : «فعل ، وفعل ، وفعلة» ، وبكثرة : «فعيل» ، وليس مقيسا ، خلافا لبعضهم ، وقد ينوب عن «مفعل»).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : قال المصنف (١) : الهاء من قولي : (يعمل عمل فعله) عائدة على المفعول ، فكأنّه قيل : يعمل اسم المفعول عمل فعل المفعول ، أي : عمل الفعل الذي لم يسمّ فاعله ، فيقال : هذا مذهوب به ، ومضروب عبده ، ومعطى ابنه درهما ، ومعلم أخوه زيدا صديقك (٢) ، ويشترط في إعماله ما شرط في إعمال اسم الفاعل ، من اعتماد على صاحب مذكور ، أو منوي ، أو على نفي صريح أو مؤول ، أو على استفهام موجود أو مقدر ، وغير ذلك.
ومن إعماله معتمدا على مقدر قول الشاعر :
٢٢٠٨ ـ فهنّ من بين متروك به رمق |
صرعى وآخر لم يترك به رمق (٣) |
ومثله :
٢٢٠٩ ـ ونحن تركنا تغلب ابنة وائل |
كمضروبة رجلاه منقطع الظّهر (٤) |
__________________
(١) قال المصنف (٣ / ٨٨).
(٢) زيد في المرجع السابق الصفحة نفسها : كما يقال : «ذهب به ، وضرب عبده وأعطي ابنه درهما ، وأعلم أخوه زيدا صديقك.
(٣) البيت من البسيط ، وقائله : الأخطل التغلبي ، الشاعر الأموي المشهور ، وهذا البيت في ديوانه (ص ٢٦٢) ، ط. بيروت (١٩٨١ م) ، من قصيدة يمدح فيها سلم بن زياد.
والشاهد في البيت قوله : «متروك به رمق» حيث أعمل اسم المفعول «متروك» عمل فعله ، فرفع «رمق» نائبا له ؛ لأنه معتمد على موصوف مقدر.
وينظر الشاهد أيضا في : شرح المصنف (٣ / ٨٨) ، ومنهج السالك (ص ٣٤١).
(٤) البيت من الطويل ، وقائله : تميم بن أبي مقبل بن عوف وهو في ديوانه (ص ١٠٧) تحقيق د / عزة حسن ط. دمشق (١٣٨١ ه).