[«كأيّن» و «كذا» وأحكامهما]
[٣ / ٨٦] قال ابن مالك : (فصل : معنى «كأيّن» و «كذا» كمعنى «كم» الخبريّة ، ويقتضيان مميّزا منصوبا ، والأكثر جرّه بـ «من» بعد «كأيّن» وتنفرد من (كذا) بلزوم التصدير ، وأنّها قد يستفهم بها ، ويقال : كيء ، وكاء ، وكأي ، وقلّ ورود (كذا) مفردا ، أو مكررا بلا واو ، وكنى بعضهم بالمفرد المميز بجمع عن ثلاثة وبابه ، وبالمفرد المميز بمفرد ، عن مائة وبابه ، وبالمكرر دون عطف عن أحد عشر وبابه ، وبالمكرر مع عطف عن أحد وعشرين وبابه).
______________________________________________________
واعلم أنّ هذا الذي ذكرناه لا يختصّ بـ (كم) بل كلّ اسم له تصدّر الكلام ، كأسماء الشرط ، وأسماء الاستفهام ، فإنّ لها في الإعراب في مواضعها من الأحكام ما ذكر لـ (كم) غير أنّ أسماء الشرط لا يليها إلا الأفعال ، بخلاف (كم) وأسماء الاستفهام ، فلا فرق بين أسماء الشرط ، وغيرها ممّا له الصدر ، إلا هذا الذي ذكرناه. ثم إنّ الشيخ ختم الكلام على هذا الفصل بمسألة : وهي أنّ جواب (كم) الاستفهاميّة يجوز أن يكون مرفوعا ، وإن اختلف موضع كلّ من الرفع ، والنّصب والجرّ ، ويجوز أن يكون على حسب موضعها ، وهذا هو الأولى والأجود ، مثال ذلك : كم عبدا دخل في ملكك؟ وكم عبدا اشتريت؟ وبكم عبدا استعنت؟ ويجوز في جواب هذه كلّها أن تقول في المثال الأوّل : عشرون ، وفي الثاني : عشرين ، وفي الثالث : بعشرين ، وكذلك إذا كانت ممّا يسوغ فيها الاشتغال ، نحو : كم عبدا اشتريت؟ يكون الجواب مرفوعا إن اعتقدت أنّ (كم) مبتدأ ، وإن اعتقدت أنها منصوبة بإضمار فعل يكون في الجواب الرفع والنصب (١). انتهى.
وما ذكره واضح لو لم يذكره ؛ لأنّ جملة الجواب لا يجب مطابقتها لجملة السّؤال ، فتجاب الجملة الفعليّة بالاسمية ، كما تجاب بمثلها ، ومعلوم أنّ التوافق بينهما أولى من التخالف ، ولا شكّ أنّ هذا من المسائل المقرّرة المعروفة عند النحاة.
قال ناظر الجيش : قال المصنف (٢) : قد تقدّم أنّ (كم) الخبرية اسم يقصد به الإخبار على سبيل التكثير ، وأنّها مفتقرة إلى مميز ، كمميز عشرة ومائة وكمميز مائة ـ
__________________
(١) ينظر : المرجع السابق الصفحة نفسها.
(٢) شرح التسهيل لابن مالك (٢ / ٤٢٢).