.................................................................................................
______________________________________________________
و (كم) هي الثاني ، و (الحرورية) هو الثالث ، وإن ألغيت فـ (كم) في موضع رفع على الابتداء ، والحرورية خبر ، ويجوز العكس ، و (رجلا) في الحالين تمييز ، قد فصل بينه وبين (كم). والأحسن : كم رجلا ترى الحرورية؟ أو كم رجل ترى الحرورية ، والحرورية صنف من الخوارج ، ويقال : إن عليّا (١) أسماهم بذلك ، نسبة إلى (حروراء) قالوا فيها : حروريّ (٢) وهو من شاذ النسب (٣).
السابعة :
قال : تقول : بكم ثوبك مصبوغا؟ النصب على الحال ، وهو يسأل : كم يساوي الثوب في تلك الحال؟ و (ثوبك) مبتدأ و (بكم) خبره ، وإن قلت : بكم ثوبك مصبوغ؟ فالمعنى : بكم صبغ الثوب؟ فـ (ثوبك) مبتدأ و (مصبوغ) خبره ، و (بكم) متعلق بـ (مصبوغ) (٤). انتهى ، ثم قد بقي الكلام على مواضع (كم) من الإعراب ، بالنسبة إلى التراكيب الواقعة فيها (٥) : فاعلم أنّ (كم) إن تقدّمها حرف جرّ فهي مجرورة به ، وكذا إن تقدمها مضاف إليها وإلّا : فإن كانت كناية عن مصدر ، أو ظرف زمان ، أو ظرف مكان ، فهي منصوبة على المصدر ، أو الظرف ، وإلّا (٦) : فإن لم يلها فعل ، أو وليها فعل لازم ، أو مقدر رافع ضميرها ، أو مسببها فهي مبتدأ ، وإن وليها فعل متعدّ ، ولم يأخذ مفعوله ، فهي معمولة له. وإن أخذه فهي مبتدأ ، إلا أن يكون ضميرا يعود عليها ففيها الابتداء ، والنصب بفعل مضمر ، فتكون المسألة إذا من باب الاشتغال (٧). ثمّ حرف الجرّ الداخل على (كم) يتعلق بالعامل الذي بعد (كم) ، وأما المضاف إليها فحكمه في الإعراب حكم (كم) كما ذكرناه آنفا. ـ
__________________
(١) هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، كرم الله وجهه ، تنظر ترجمته في : كتاب نسب قريش (ص ٣٩).
(٢) في القاموس مادة «حرر» : حروراء كجلولاء ، وقد تقصر ، قرية بالكوفة ، وهو حروري بين الحرورية».
(٣) ينظر : التذييل والتكميل (٤ / ٣٩٤).
(٤) ينظر : المرجع السابق الصفحة نفسها ، ودرة الغواص (ص ٢٦٤) ، مسألة رقم (٢٠٢).
(٥) في هذه المسألة التالية يتكلم الشيخ أبو حيان عن مواضع (كم) من الإعراب بالنسبة إلى التراكيب الواقعة فيها.
(٦) عبارة التذييل والتكميل (٤ / ٣٩٥) : وإن لم يكن كناية عن ذلك». اه.
(٧) هذه المسألة من كلام الشيخ أبي حيان نقلها العلامة ناظر الجيش هنا ، مع تصرف كثير في النقل ، ولذا يحسن الرجوع إليها في التذييل والتكميل (٤ / ٣٩٥).