.................................................................................................
______________________________________________________
المذكّر ، بل قال : تحذف تاء الثلاثة وأخواتها ، إن كان واحد المعدود مؤنث المعنى فأفاد ذلك أنّ ثبوت التاء في هذه الكلمات هو الأصل ، وإنّما تحذف لموجب ، فوجب لذلك الاقتصار على ذكره.
وقد ذكر ابن عصفور عللا أخرى ؛ منها ما هو مقبول ، ومنها ما هو غير مقبول (١) ، واختار هو علة منها ، والذي اختاره يرجع ـ إذا حقّق الأمر فيه ـ إلى الذي ذكره المصنّف.
ومنها : أنّ التاء قد تحذف من هذه الكلمات ، ومع كون المعدود مذكّرا ، لكن إنّما يكون ذلك عند عدم ذكر المعدود معها ، نبّه على ذلك ابن عصفور ، وغيره ، قال : حكى الكسائيّ : صمنا من شهر كذا خمسا ، ولا شكّ أنّ هذا حقّ ، لقول النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «من صام رمضان ، وأتبعه بستّ من شوال ، فكأنما صام الدّهر» (٢).
ومنها : أنّ أهل بغداد لا يعتبرون واحد المعدود المضاف إليه اسم العدد ، بل المعتبر عندهم لفظ ما أضيف إليه العدد ، بالنسبة إلى التذكير ، والتأنيث ، فتقول : ثلاث حمامات ، اعتبارا بلفظ الجمع ، ذكر ابن عصفور ذلك عنهم (٣) ، ولا معوّل على هذا المذهب (٤).
ومنها : أنّ المصنف لم يذكر ما يدل على تأنيث اسم الجمع ، لتحذف التاء من اسم عدده ، وكأنه وكل الأمر في ذلك إلى الأخذ عن أهل اللغة ، لكنّ ابن عصفور ـ في المقرّب ـ قال : إن كان اسم الجمع لمن يعقل فحكمه حكم المذكر ، وإن كان لما ـ
__________________
أصل العدد قبل تعليقه على معدوده أن يكون مؤنثا بالتاء نحو : ثلاثة وأربعة ، ونحوهما من أسماء العدد ، فإذا أردت تعليقه على معدود هو أصل وفرع ، جعل الأصل للأصل فأثبتت العلامة ، والفرع للفرع فأسقطت العلامة ، فمن أجل هذا قلت : ثلاثة رجال ، وأربع نسوة.
(١) ينظر : الشرح الكبير لابن عصفور (٢ / ٣٠) تحقيق أبو جناح ، وشرح ألفية ابن مالك للمرادي (٤ / ٣٠١).
(٢) هذا الحديث أخرجه أبو داود بهذه الرواية : (١ / ٥٦٧) ، وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه :(١ / ٤٧٥) كتاب الصيام ـ باب صيام ستة أيام من شوال برواية : (ثم أتبعه ستّا من شوال).
(٣) قال ابن عصفور في الشرح الكبير (٢ / ٣١) بتحقيق أبو جناح : «وأهل بغداد يعتبرون المفرد ، إلا أن يكون الجمع مؤنث اللفظ ، فإن المعتبر عندهم لفظ المضاف إليه العدد ، فيقولون : ثلاث حمامات.
(٤) أي فلا يقال إلا : ثلاثة حمامات ، بإدخال التاء في (ثلاثة) ؛ لأن واحده (حمام) وهو مذكر.