.................................................................................................
______________________________________________________
١٦٨١ ـ
يطالبني عمرو ثمانين ناقة |
|
وما لي يا عفراء إلّا ثمانيا (١) |
وإن قدّرت (ما) استفهامية ، فلا حذف (٢) ، وإن كان المرفوع المقتضي فاعلا وجب التفريغ ، ولم يجز نصب ما بعد (إلّا) على الاستثناء ، نحو : ما قام إلّا زيد (٣) ؛ لأنّ الفاعل لا يحذف ، ولمّا كان الكسائي يجوّز حذفه أجاز هذا النّصب على الاستثناء والرفع على البدل ، وقد يقوي مذهب الكسائي قولهم (٤) : ما قام إلّا هند ، بحذف التاء من الفعل ، إلّا أن يعلل أنّه في معنى كلام لا يلحق التاء فعله ، وهو : ما قام أحد إلّا هند ، وليس بالقويّ.
الثالث :
التفريغ يأتي في جميع المعمولات ، من فاعل ، ومفعول ، ومجرور ، وظرف ، وصفة ، وحال ، ولم يستثنوا إلّا المصدر المؤكد (٥) ؛ إذ لا فائدة فيه ؛ لأنّه بمنزلة تكرار العامل ، فلا يجوز : ما قمت إلّا قياما ، لأن يصير المعنى : ما قمت إلّا قمت ، وأمّا قوله تعالى : (إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا)(٦) فمؤوّل ، ومن التفريغ باعتبار الصفات قولهم : ما جاءني أحد إلّا قائم ، وإلا أبوه قائم ، إذا جعلت الوصف جملة ، ومنه : وما مررت بأحد ، إلّا زيد خير منه ، يعني أنّ (زيدا) خير من جميع من مررت به.
الرابع :
أورد الشيخ على قول المصنّف أنّ الإيجاب إذا كان فيه معنى النفي عومل ـ
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو لعروة بن حزام العذري ، وهو من شواهد التذييل والتكميل (٣ / ٥١٤) ، وأمالي القالي (٣ / ١٦٠) ، وشرح الكافية لابن القواس (ص ٣٨٧) ، والخزانة للبغدادي (٢ / ٣١).
الشاهد : مجيء (ثمانيا) بالنصب جوازا ، كما يجوز دفعها على التفريغ وقد روي البيت :
يكلفني عمي ثمانين بكرة |
|
وما لي يا عفراء غير ثمان |
ولا شاهد فيه على هذه الرواية ، والبكرة : الناقة الفتية.
(٢) فـ : ما : مبتدأ ، ولي : خبره ، ولا محذوف مقدر قبل (إلا).
(٣) يرفع زيد على الفاعلية ، وعدم جواز النصب على الاستثناء.
(٤) ينظر التذييل والتكميل (٣ / ٥١٤) ، والهمع (١ / ٢٢٣).
(٥) ينظر في ذلك : شرح الأشموني (٢ / ١٥٠) ، وشرح المرادي (٢ / ١٠٧) ، والهمع (١ / ٢٢٣) ، وشرح كافية ابن الحاجب للرضي (١ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥) حيث منع التفريغ بعد واو المعية.
(٦) سورة الجاثية : ٣٢. وينظر في ذلك : شرح المرادي (٢ / ١٠٧). تحقيق د / عبد الرحمن سليمان.