.................................................................................................
______________________________________________________
إعرابه ، ألا ترى أنه قال في قولهم : له صوت صوت الحمار لا يجوز أن يكون صوت الحمار نعتا لصوت ؛ لأنه معرفة ولا توصف النكرة بالمعرفة (١) ، وأنت تعلم ولا شك أن الأصل : له صوت مثل صوت الحمار ، ثم حذف مثل وأقيم مقامه صوت ، ومثل لو نطق بها لكان نعتا ، فينبغي إن كان المضاف إذا حذف وأقيم المضاف إليه مقامه على حسب إعرابه أن يقول في هذا : إنه نعت وهو لم يقله لما ذكرته من مراعاة اللفظ ، فكذلك ها هنا لا ينبغي أن يدعى أن مناط الثريا منصوب على ما انتصب عليه مكان ؛ لأنه مختص لا ينتصب ، ويجب أن لا يكون في هذا شذوذ على مذهب الخليل ، لأن الخليل يجوز في : له صوت صوت الحمار أن يكون صوت الحمار صفة (٢) قال : وهكذا كان الأستاذ أبو علي يأخذ هذا الموضع ، وهو عندي مأخذ حسن وتأويل صحيح (٣). انتهى.
وإلى هذا التقرير الذي قرره بالنسبة إلى طريقة سيبويه أشار ابن عصفور في شرح الإيضاح ، فقد تطابق كلام هذين الرجلين الكبيرين في هذه المسألة ، والظاهر أن ابن عصفور أخذ ذلك عن الشلوبين ، كما أخذه ابن أبي الربيع ، وحينئذ يتأكد أمر هذا البحث ويحكم بصحته ، ثم قال ابن أبي الربيع : وأما قولهم : هو مني معقد الإزار ، فمني متعلق بما يعطيه قولهم : معقد الإزار ، لأنه يريد القرب فكأنه قال : هو مني قريب ، وكذلك هو مني مناط الثريا التقدير : هو مني بعيد ، وكذلك كل ما أتى من هذا النوع يقدر له بحسب المعنى ، وكذلك هو مني مزجر الكلب أي هو مطرود مني كما تقول : الكافر مطرود من رحمة الله ، واعلم أن سيبويه ذكر كلمات يجوز انتصابها على الظرف وهي : صددك ، وصقبك ، ووزن الجبل ، أي ناحية توازيه أي تقابله قريبة كانت أو بعيدة ، وزيد الخيل أي حذاه متصلا به ، وهم قرانيك أي قريبا منك ، وهو أشد مبالغة في القرب ، إذ معناه الاتصال وقريب قد يكون لما تراخى عنك ، وقومك أقطار البلاد أي في نواحيها (٤).
__________________
(١) ينظر : الكتاب (١ / ٣٦١).
(٢) المرجع السابق.
(٣) ينظر : التذييل (٣ / ٣٩٣).
(٤) ينظر : الكتاب (١ / ٤١١ ، ٤١٢).