.................................................................................................
______________________________________________________
لأنهما جعلاها من الظروف المختصة (١) ، قال ابن أبي الربيع : كأنهما جعلا الجنابة اسما للجلدة التي فيها الخط ؛ فصارت بهذا من الظروف المختصة ، قال : ونظير هذا ما حكاه سيبويه وهو قولهم : هو أحمر بين العينين (٢) وجعله من باب الصفة ، وكان الأصل هو أحمرين عينيه ، ثم نقل الضمير فقيل أحمر بين العينين كما تقول : مررت برجل حسن الوجه ، والأصل حسن وجهه ، فجعل البين اسما للجلدة التي بين العينين ، وبهذا كان الشلوبين يعتلّ لأبي علي وابن جني ، قال : وكلاهما وجه إلا أن الأظهر عندي ما ذهب إليه سيبويه من الإبهام ، وأما «جنبي فطيمة» فهو موضع ، فليس من قبيل الأسماء التي جعلت ظروفا بغير قياس ، وأما أقطار البلاد فهى النواحي ؛ لأنها جمع قطر وهو الناحية ، فالمعنى : قومك في نواحي البلاد ، وأما مساليه فالمسال عند سيبويه العطف وهو الجانب (٣) ولا شك أن الجانب بمعنى الناحية.
ومنها : أنه قد تقدم قول المصنف : ومن العلماء من حكم باطراد ما دل على بعد أو قرب من نحو : هو مني بمنزلة الشغاف ونحو : ـ
١٥٨٢ ـ وإنّ بني حرب كما قد علمتم |
|
مناط الثّريّا قد تعلّت نجومها (٤) |
على تقدير مكان موصوف بمثل مضاف إلى شغاف ومناط ، ثم فعل به ما فعل بضربته ضرب الأمير اللص من حذف الموصوف وصفته وإقامة الثالث مقامهما ، وتقدم قول للمصنف أنه تقدير لائق ، ولكن القياس على نوعه لا يتجه لقلة نظائره ، ومغايرة لفظ باقية للفظة [٢ / ٤٥٧] محذوفة ، بخلاف ضربته ضرب الأمير اللص ، فإن نظائره كثيرة ولفظ باقية مماثل للفظ محذوفة ، وقد تعرض ابن أبي الربيع لذكر هذا المذهب ، وقرره كما قرره المصنف ، ثم رد ذلك بأن قال : وهذا الذي ذهب إليه هذا القائل لا يجري على طريقة سيبويه وأصله وذلك أن أصله في المضاف إذا حذف وأقيم المضاف مقامه أن لا يكون فيه ما يضاد ـ
__________________
(١) ينظر : الإيضاح للفارسي (١٨٢) ، والارتشاف (٥٧٦) ، والتذييل (٣ / ٣٨٣).
(٢) ينظر : الأمالي الشجرية (٢ / ٢٥٨) ، وشرح الكافية لابن القواس (ص ٨٤) ، والكتاب (٣ / ٢٠٣) بالمعنى.
(٣) ينظر : الكتاب (١ / ٤١٢).
(٤) تقدم ذكره.