[أحكام بعض الظروف المكانية مثل أسماء الجهات وحيث ولدن]
قال ابن مالك : (من الظّروف المكانيّة كثير التصرف كمكان لا بمعنى بدل ، ويمين وشمال ، وذات اليمين [٢ / ٤٥٨] وذات الشّمال ، ومتوسط التّصرف كغير «فوق» و «تحت» من أسماء الجهات و «بين» مجرّدا ، ونادر التّصرف كحيث ووسط ودون لا بمعنى رديء ، وعادم التّصرف كفوق وتحت وعند ولدن ومع و «بين بين» دون إضافة ، وحوال وحوالي وحولي وأحوال ، و «هنا» وأخواته و «بدل» لا بمعنى بديل ، وما رادفه من مكان فحيث مبنيّة على الضّم وقد تفتح أو تكسر ، وقد تخلف ياءها واو وإعرابها لغة فقعسيّة ، وندرت إضافتها إلى مفرد ، وعدم إضافتها لفظا أندر ، وقد يراد بها الحين عند الأخفش ، و «عند» للحضور أو القرب حسّا أو معنى ، وربّما فتحت عينها أو ضمّت ، و «لدن» لأول غاية زمان أو مكان ، وقلّما تعدم «من» وقد يقال : لدن ولدن ولدن ولدن ولدن ولدا ولد ولد ، وإعراب اللّغة الأولى لغة قيسيّة وتجبر المنقوصة مضافة إلى مضمر ، ويجرّ ما يليها بالإضافة لفظا إن كان مفردا وتقديرا إن كان جملة ، وإن كان «غدوة» نصب أيضا ، وقد يرفع ، وليست «لدى» بمعناها بل بمعنى «عند» على الأصحّ ، وتعامل ألفها ألف «إلى» و «على» فتسلم مع الظّاهر وتقلب ياء مع المضمر غالبا ، ومع للصّحبة اللّائقة بالمذكور ، وتسكينها قبل حركة وكسرها قبل سكون لغة ربعيّة ، واسميتها حينئذ باقية على الأصحّ ، وتفرد فتساوي جميعا معنى وفتى لفظا لا يدا ، وفاقا ليونس والأخفش ، وغير حاليّتها حينئذ قليل).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : اعلم أنه كما انقسم ظرف الزمان إلى متصرف وغير متصرف كذلك انقسم ظرف المكان إلى الأمرين أيضا ، وكما أن المتصرف من ظرف الزمان منه منصرف ، ومنه غير منصرف ، كذلك المتصرف من ظرف المكان أيضا منه منصرف ومنه غير منصرف ، إلا أن غير المنصرف من ظرف الزمان منه ما هو غير متصرف ، ولا يكون ذلك في ظرف المكان ؛ لأن غير المتصرف لا بد أن يكون غير معرفة ، ومتى كان معرفة كان مختصّا ، وظرف المكان إنما يكون مبهما لا مختصّا ، ـ