.................................................................................................
______________________________________________________
سواء أكان مضافا نحو : أمامك وخلفك ووراءك وفوقك وتحتك ، أو نكرة غير معدود نحو يمين وشمال وناحية من الدار (١) ، ومنهم من قال : المبهم ما له اسم (٢) باعتبار ما ليس داخلا في مسماه ، والمؤقت منه ما له اسمية باعتبار ما هو داخل في مسماه ، فالدار مؤقتة لأن لها اسمها من جهة ما هو داخل في مسماها من البنيان والسقف وغيره ، والفرسخ مبهم ؛ لأن له اسما باعتبار قياس غير داخل في مسماه (٣) وهو حسن ، ويظهر لي أن قول المصنف في القسم الثاني أنه ما دل على مسمى إضافي محض يكون كافيا في تفسير المبهم ؛ لأنه فسر ذلك بما لا يعرف حقيقته بنفسه بل بما يضاف إليه ، وهذا هو معنى قول غيره : المبهم كل مكان له اسمه بأمر لا يدخل في مسماه.
ومنها : أن ابن عصفور ذكر في شرحه للإيضاح أن الشلوبين ذهب إلى أن ما دل على مقدر كميل وفرسخ ليس مبهما ، قال : لأن المبهم لا يكون له نهاية معروفة ولا حدود محصورة (٤) ، ثم ذكر أن الصحيح خلاف ذلك (٥) ، قلت : وهذا هو الحق ، لأن نحو ميل وفرسخ وبريد وإن دل على مقدر [٢ / ٤٥٥] محدود ، ذي نهاية معروفة مجهول العين ، بخلاف الدار والمسجد وأشباههما من الظروف المحضة ؛ فإنها معلومة العين مع العلم بحدودها وبدئها ونهايتها ، واعلم أن سيبويه قال : ويتعدى إلى ما كان وقتا في الأمكنة كما يتعدى إلى ما كان وقتا في الأزمنة ؛ لأنه وقت يقع في المكان لا يختص به مكان واحد ، كما أن ذلك وقت في الأزمان ـ
__________________
(١) بهذا التفسير فسر الرماني وابن جني وابن عصفور وأبو حيان وابن يعيش ، المبهم من الأمكنة.
ينظر : الرماني النحوي في ضوء شرحه لكتاب سيبويه (ص ٣٥٢) ، واللمع (ص ١٣٩ ، ١٤٠) ، وشرح الجمل لابن عصفور (١ / ٣٢٧) طبعة العراق ، والمقرب (١ / ١٤٦) ، والتذييل (٣ / ٣٧٨) ، وشرح المفصل (٢ / ٤٣).
(٢) في (ب): (اسمية).
(٣) هذا ما فسر به ابن الحاجب المبهم والمؤقت من الأمكنة.
ينظر : شرح الكافية للرضي (١ / ١٨٤).
(٤) يمثل هذا عرف ابن عصفور المبهم من المكان في شرحه للجمل (١ / ٣٢٧) طبعة العراق.
(٥) ينظر : التذييل (٣ / ٣٧٨) ، وشرح الألفية للمرادي (٢ / ٩٣) ، وشرح ابن عقيل (١ / ١٩٨) ، وشرح الجمل لابن عصفور (١ / ٣٢٧) طبعة العراق ، والمقرب (١ / ١٤٦).