.................................................................................................
______________________________________________________
المفاعيل الصحيحة ، وإنما تعمل في الظروف والأحوال ، ثم ما قاله هذا القائل لا يتحقق ؛ لأن وجدت ورأيت يحتاج كل منهما إلى مفعولين ، فكان يتعين نصب الاسم الأول أيضا.
ثانيها : أن ضمير النصب استعير فاستعمل في موضع ضمير الرفع (١).
ثالثها : أنه مفعول به والأصل : فإذا هو يساويها ، أو فإذا هو يشبهها ، ثم حذف الفعل فانفصل الضمير ، وهذان التوجيهان للمصنفرحمهالله تعالى، ونظير التخريج الثاني له قراءة من قرأ: (لئن أكله الذئب ونحن عصبة) (٢) التقدير:
نوجد أو نرى عصبة (٣).
رابعها : أنه مفعول مطلق والأصل : فإذا هو يلسع لسعتها ، ثم حذف الفعل كما تقول : ما زيد إلا شرب الإبل ، ثم حذف المضاف.
قال الشلوبين : وهو أشبه ما وجه به النصب (٤).
خامسها : أنه منصوب على الحال من الضمير في الخبر المحذوف ، والأصل : فإذا هو ثابت مثلها ، ثم حذف المضاف فانفصل الضمير وانتصب في اللفظ على الحال على سبيل النيابة كما قالوا : قضية ولا أبا حسن لها (٥) ، على إضمار مثل. وهذا التوجيه لابن الحاجب ، وهو مبني على إجازة : له صوت صوت الحمار بالرفع صفة لما قبله بتقدير مثل (٦) ، ومعلوم أن الخليل يجيزه ، وأن سيبويه حكم بقبحه وضعفه (٧) ، وإذ قد مضى هذا فاعلم أنهم اختلفوا في الفاء الداخلة على إذا المفاجأة [٢ / ٤٣٥] ـ
__________________
(١) في المغني (١ / ٩١): «قال ابن مالك : ويشهد له قراءة الحسن (إيّاك تعبد) ببناء الفعل للمفعول ، ولكنه لا يتأتى فيما أجازوه من قولك : فإذا زيد القائم بالنصب ؛ فينبغي أن يوجه هذا على أنه مقطوع ، أو حال على زيادة «أل» وليس ذلك مما يقاس». ا. ه.
(٢) سورة يوسف : ١٤.
(٣) ينظر : إملاء ما من به الرحمن (٢ / ٥٠) وفيه أن قراءة النصب قراءة شاذة. وينظر : البديع في شواذ القراءات لابن خالويه (ص ٦٢).
(٤) ينظر : المغني (١ / ٩٢).
(٥) ذكره سيبويه في : الكتاب (٢ / ٢٩٧) ، والمرادي في شرح التسهيل (١ / ٤٦٢).
(٦) الأمالي النحوية لابن الحاجب (ص ٣٥٩ ، ٣٦٠) ، وينظر : المغني (١ / ٩٢).
(٧) ينظر : الكتاب (١ / ٣٦١).