.................................................................................................
______________________________________________________
الكسائي : كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي بالرفع لا يجوز غيره كما تقول : خرجت فإذا عبد الله قائم ، ثم كمل الكلام على المسألة (١) فمن أراد الوقوف على ذلك فليتطلبه.
وملخص ما قيل : أن ما أجاب به سيبويه موافق لما نطق به الكتاب العزيز ، قال الله تعالى : (فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ)(٢) ، (فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى)(٣) ، وأما فإذا هو إياها فقد علمت أن سيبويه أنكره ؛ فإما أن لا يكون ورد عن العرب فيتعين رده ، وإما أن يكون قد ورد فيكون من الشاذ الذي لا يعرج عليه ، وقد روى أبو زيد الأنصاري (٤) : فإذا هو إياها (٥) ، فإما أن يكون سيبويه قد بلغته هذه اللغة فلم يقبلها ، ولا عرج عليها ؛ لأنه ليس كل من سمع منه أهلا عنده للقبول منه والحكاية عنه ، ألا ترى أنهم قد حكوا : أن من العرب من ينصب بلم ويجزم بلن وكي (٦)؟ حكى ذلك اللحياني (٧) ، وليس ذلك مما يلتفت إليه ، والقصد أن «فإذا هو إياها» إن ثبت وروده فهو خاج عن القياس واستعمال الفصحاء ، وقد ذكروا له توجيهات : ـ
أحدها : أن إذا ظرف فيه معنى وجدت ورأيت ، فجاز له أن ينصب المفعول وهو مع ذلك ظرف مخبر به عن الاسم بعده (٨) ، ورد ذلك بأن المعاني لا تنصب ـ
__________________
ألم تذهبي في خطاب الواحد في لغة من أشبع إذا كان في لغة من أشبع إذا كان في قافية فاحتيج إلى تحريكه للوصل أي شيء أكدت بالباء؟ فالجواب : أن الجزم في الأفعال نظير الجر في الأسماء ، فكما تكون الياء مؤكدة للجر في الأسماء كذلك تكون مؤكدة للجزم ؛ لأنه نظير الجر ، فقال الأخفش في قولهم : أخوك وما أشبهه أقوالا مختلفة ، وقال في موضع الواو دليل على الإعراب كما قال ذلك في الواو من مسلمون والياء من مسلمين». ا. ه.
(١) ينظر : مجالس العلماء للزجاجي (٨ / ١٠) ، وأمالي الزجاجي (٢٣٩ ـ ٢٤١).
(٢) سورة الأعراف : ١٠٨ ، وسورة الشعراء : ٣٣.
(٣) سورة طه : ٢٠.
(٤) هو سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري صاحب النوادر (٢١٥ ه). تقدمت ترجمته.
(٥) ينظر : الإنصاف (٢ / ٧٠٤).
(٦) ينظر : الإنصاف (٢ / ٧٠٤) ، والظروف المفردة والمركبة في اللغة العربية (ص ١٦٧).
(٧) هو أبو الحسن علي بن حازم تلميذ الكسائي (٢٢٠ ه). تقدمت ترجمته.
(٨) هذا التخريج لأبي بكر بن الخياط ، ينظر : المغني (١ / ٩١).