.................................................................................................
______________________________________________________
على ظرفيتها ، وتلك أحوال ثلاثة كما تقدم (١) و (إِذا رُجَّتِ)(٢) بدل من (إِذا وَقَعَتِ) وجواب إذا : إما (وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً)(٣) على زيادة الواو ، كما قالوا في : (حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها)(٤) : أي فتحت ، وكما قيل في قول الشاعر : ـ
١٥٤١ ـ فلمّا أجزنا ساحة الحي وانتحى |
|
بنا بطن خبت ذي ركام عقنقل (٥) |
أي انتحى ، قال الشيخ : وهو تخريج كوفي أخفشي. وإما أن يكون الجواب محذوفا ، فإما أن تقدر قبل (وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً) وتقديره : عرفتم مراتبكم ومنازلكم ، وإما أن يكون الجواب (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ)(٦) وما بعده ، والمعنى : فأصحاب الميمنة ما أعظمهم وما أنجاهم ، وأصحاب المشأمة ما أحقرهم ، وما أشقاهم ، قال الشيخ : وهذا الوجه أحسن ، إذ لا يحتاج فيه إلى تكلف (٧). انتهى.
ومنهم من قدر بدل عرفتم مراتبكم ، انقسمتم أقساما ، ثم عطف عليه (وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً)(٨). ـ
__________________
(١) الذي تقدم أن المصنف وافق ابن جني في جعله «إذا» الأولى في آية الواقعة مبتدأ و «إذا» الثانية في قوله تعالى : (إِذا رُجَّتِ) خبرا عنها. وقد علق أبو حيان على موافقة المصنف على رأي ابن جني بقوله :
وهو صحيح ـ فقال : ولا يتعين : ما قاله أبو الفتح ـ إذ يجوز أن تكون «إذا» باقية على ظرفيتها ، وتلك أحوال ثلاثة و «إذا رجت» بدل من «إذا وقعت» وجواب «إذا» (وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً) على زيادة الواو كما خرجوا (حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ) أي فتحت. اه. التذييل (٣ / ٣٣٤ ، ٣٣٥).
وعلى هذا يكون ناظر الجيش موافقا لأبي حيان في هذه المسألة ومخالفا لرأي المصنف فيها.
(٢) سورة الواقعة : ٤.
(٣) سورة الواقعة : ٧.
(٤) سورة الزمر : ٧٣.
(٥) البيت من الطويل ، وهو لامرئ القيس من معلقته المشهورة ، وهو في شرح المعلقات للزوزني (ص ٣٢) ، والتذييل (٣ / ٣٣٥) ، والبحر المحيط (٥ / ٨٧) ، (٨ / ٥٣) ، ومعاني القرآن للفراء (٢ / ٥٠ ، ٢١١) ، والإنصاف (٢ / ٤٥٧) ، والمنصف (٣ / ٤١) ، والخزانة (٤ / ٤١٣) ، وديوانه (ص ١٥) واللسان «جوز».
اللغة : أجزنا : بمعنى قطعنا. والانتحاء والتنحي : الاعتماد على شيء. الخبت : من الرمل المعوج.
ذي ركام : بعضه فوق بعض. عقنقل : منعقد متداخل.
والشاهد في البيت : زيادة الواو في جواب «لما».
(٦) سورة الواقعة : ٨.
(٧) التذييل (٣ / ٣٣٥).
(٨) ينظر : الهمع (١ / ٢٠٦).