.................................................................................................
______________________________________________________
امتنع عمله في بينما وبينا. وإذا امتنع عمل الفعل وجب الحكم على «إذ» بالبدلية من بينما وبينا (١) ، والذي يحصل من كلام الشلوبين أن العامل في بين ما يفهم من معنى الكلام ، وأن «إذ» بدل من بين ، أي حين أنا كذلك حين جاء زيد ، ومما ينبّه عليه أنه قد يذكر بعد «إذ» كلمة مفرد ، فيظن أن «إذ» مضافة إليها ، وليس كذلك ؛ لأنك قد عرفت أنها يلزمها الإضافة إلى جملة ، وعلى هذا يتعين تقدير كلمة أخرى منضمة إلى الكلمة الواقعة بعدها لينتظم منها جملة ، فإذا قلت : قمت إذ ذاك وفعلت إذ ذاك كان التقدير : إذ ذاك كذلك (٢) ، ومنه قول الشاعر (٣) : ـ
١٥٢٢ ـ هل ترجعنّ ليال قد مضين لنا |
|
والعيش منقلب إذ ذاك أفنانا (٤) |
التقدير : إذ ذاك كذلك ، وقال الأخطل : ـ
١٥٢٣ ـ كانت منازل ألّاف عهدتهم |
|
إذ نحن إذ ذاك دون النّاس إخوانا (٥) |
ألاف بضم الهمزة جمع آلف بالمد مثل كافر وكفار ، ونحن ، وذاك مبتدآن حذف خبراهما ، والتقدير : عهدتهم إخوانا إذ نحن متآلفون إذ ذاك كائن ، وأنشدوا للخنساء بيتا وهو : ـ
١٥٢٤ ـ كأن لم يكونوا حمى يتّقى |
|
إذ النّاس إذ ذاك من عزّ بزّا (٦) |
__________________
(١) ينظر : المغني (١ / ٨٣) ، والهمع (١ / ٢٠٥).
(٢) ينظر : المطالع السعيدة للسيوطي (ص ٣٢٢ ، ٣٢٣).
(٣) هو الأعلم بن جرادة السعدي أو عبد الله بن المعتز.
(٤) البيت من البسيط ، وهو في : التذييل (٣ / ٣٠٩) ، والارتشاف (ص ٥٦٢) ، والأمالي الشجرية (٢ / ١٩٨) ، وابن القواس (ص ١٨٨) ، وتعليق الفرائد (ص ١٥٥١) ، ونوادر أبي زيد (ص ٤٩٤) ، والمغني (١ / ٨٤) ، وشرح شواهده (١ / ٢٤٧) ، والمطالع السعيدة (ص ٢٢٢) ، والهمع (١ / ٢٠٥) ، والدرر (١ / ١٧٣) ، وحاشية يس (٢ / ٣٩).
والشاهد في قوله : (إذ ذاك) حيث أضيفت «إذ» إلى كلمة «ذاك» مع تقدير كلمة أخرى متضمنة إليها ؛ لتكون «إذ» حينئذ مضافة إلى جملة ، والتقدير : إذ ذاك كذلك.
(٥) البيت من البسيط للأخطل ، وهو في : الأمالي الشجرية (١ / ٢٠٠) ، والمغني (١ / ٨٤) ، وشرح شواهده (١ / ٢٤٨).
والشاهد في قوله : «إذ نحن إذ ذاك» كالذي قبله.
(٦) البيت من المتقارب للخنساء ، وهو في : الأمالي الشجرية (١ / ٢٤١) ، والمغني (١ / ٨٥) ، وشرح شواهده : (١ / ٢٤٩) ، وديوان الخنساء (ص ٨١). ـ والشاهد في قوله : «إذ ذاك» كالبيتين السابقين.