.................................................................................................
______________________________________________________
معنى في، وجاز ذلك في الحال؛ لأن صاحبها هو الموصوف بها في المعنى، فاستغنت به عن موصوف تجري عليه لذلك(١).
ثانيها : ما أضيفت إلى الظرف بشرط أن يكون المضاف هو اسم الزمان في المعنى أو بعضه نحو : سرت جميع الشهر ، أو كل اليوم ، وبعض الشهر ، وبعض اليوم (٢).
ثالثها : ما أضيف إليه اسم الزمان ، فيقام المضاف إليه مقامه بعد حذفه ، والأكثر أن يكون المضاف إليه مصدرا بشرط أن يفهم تعيينا أو مقدرا نحو : كان ذلك خفوق النجم ، أو صلاة العصر ، وانتظرته نحر جزورين ، وسير عليه ترويحتين (٣) ، وقلّ كون المضاف إليه اسم عين نحو : لا أفعل ذلك معزى الفزر (٤) ، ولا أكلم زيدا القارظين ، ولا أسالم عمرا هبيرة بن سعد (٥).
ومن كلامهم : لأفعلن ذلك الشمس والقمر ، ولا أكلم فلانا الفرقدين ، فينصبون هذا وأشباهه نصب الظروف ، والتقدير : لا أفعل ذلك مدة فرقة غنم الفزر ، ومدة مغيب القارظين ، ومدة مغيب هبيرة بن سعد ، ولأفعلن ذلك مدة بقاء الشمس والقمر ، أو مدة طلوعهما ، وهذا سبيل التوقيب بالفرقدين وغيرهما.
رابعها : ما شبه بظرف الزمان ، وذلك كلمات أذكرها ؛ إلا أن استعمال هذا النوع ظرفا موقوف على السماع ، والكلمات هى قولهم : حقّا ، وغير شك ، وجهد رأيي ، وظنّا منّي ، يقولون : أحقّا [٢ / ٤٠٣] أنك قائم ، ومنه قول الشاعر :
١٥٠٣ ـ ألا أبلغ بني جشم رسولا |
|
أحقّا أنّ أخطلكم هجاني (٦) |
__________________
(١) ينظر : المقرب (١ / ١٥٠) ، وشرح الجمل لابن عصفور (١ / ٣٢٥ ، ٣٣٥) بالمعنى. والتذييل (٣ / ٢٧٩).
(٢) ينظر : المقرب (١ / ١٤٤).
(٣) ينظر : الكتاب (١ / ٢٣٠).
(٤) الفزر هو لقب سعد بن مناة بن تميم ، ولقب بذلك لأنه وافي الموسم بمعزى ، فأشبهها هناك ، وقال :
من أخذ منها واحدة فهي له ، ولا يؤخذ منها فزر. اللسان «فزر» ، ومجمع الأمثال (٢ / ٢٠٢).
(٥) ينظر : شرح الألفية لابن الناظم (ص ١٠٩ ، ١١٠).
(٦) البيت من الوافر ، وهو للنابغة الجعدي يهجو الأخطل. وهو في : الكتاب (٣ / ١٣٧) ، والتذييل (٣ / ٢٨٠) ، والخزانة (٤ / ٣٠٦) ، والعيني (١ / ٥٠٤) ، والهمع (١ / ٧٢) ، والدرر (١ / ٤٧) ، والأشموني (١ / ١٨٥) ، وديوانه (١٦٤).
اللغة : بنو جشم : هم رهط الأخطل.
والشاهد في قوله : «حقّا» ؛ حيث نصب على الظرفية في موضع الخبر و «أن» وما دخلت عليه في تأويل مصدر مبتدأ.