.................................................................................................
______________________________________________________
إليه بحرف الجرّ ، ويجوز ذلك فيه ، فتقول : جلست في يوم الجمعة ، وركبت في يوم الخميس ، ولا يكون حينئذ ظرفا ، إنما يكون من قبيل ما يصل الفعل إليه بحرف الجر ، ولا يسمي النحويون ظرفا إلا ما انتصب بالفعل على معنى «في» مما يكون زمانا أو مكانا ، وإن كان المعنى واحدا ، ولما فعل النحويون ذلك وفرقوا بينهما ، وجعلوهما بابين ، وسموهما باسمين لما فهموا من التفرقة بينهما ، قال سيبويه : تقول العرب [٢ / ٤٠٢] : جلست وسط القوم ، فتسكن السين ولا تفتحها ، وإذا أدخلوا حرف الجر ، فقالوا : جلست في وسط القوم ، حرّكوا السين ، كما يحركونها إذا كانت الكلمة مفعولا بها ، أو دخل عليها غير «في» من حروف الجر ، أو وقعت على وجه من وجوه الإعراب ، ألا تراهم يقولون : ضربته وسطه ، وجئت من وسط الدار ، ومشيت إلى وسطها ، ووسط الدار متسع ، وأعجبني وسط هذه الدار ، فانظر إلى تحريك السين في وسط إذا دخل عليه «في» ، واستعمالها على حال واحدة في سائر مواضعها ، فإذا أسقطوا حرف الجر خالفوا بلفظها وسكنوا سينها (١) ، وإنما ذلك والله أعلم ؛ لأنها صارت عندهم من قبيل آخر.
البحث الرابع :
لم يتعرض المصنف في هذا الباب إلى ذكر ما يقوم مقام ظرف الزمان ، ولا إلى ما يقوم مقام ظرف المكان ، فينتصب انتصابهما ، وكان الواجب ذكر ذلك كما فعل في باب المفعول المطلق ؛ حيث ذكر ما يقوم مقامه ، فينتصب انتصابه.
وبعد ، فالذي ذكروا أنه يقوم مقام ظرف الزمان أربعة أشياء :
أحدها : صفته نحو : سير عليه طويلا ، أي زمانا طويلا ، فأقيمت الصفة مقام الموصوف بعد حذفه (٢) ، قال ابن عصفور : وجاز في صفة الظرف قيامها مقام الموصوف ، وإن لم يكن من قبيل الصفات الخاصة به ، ولا من قبيل الصفات المستعملة استعمال الأسماء ، كما جاز ذلك في الصفة المنتصبة على الحال لشبه الظرف بالحال ، من جهة أنه ينتصب على تقدير في ، كما أن الحال ينتصب على ـ
__________________
(١) الكتاب (١ / ٤١١) بالمعنى ، وشرح الجمل لابن الضائع.
(٢) ينظر : الكتاب (١ / ٢٢٧) ، وشرح الجمل لابن عصفور (١ / ٣٢٥).