.................................................................................................
______________________________________________________
أراد : ولكنّ طالبا أنا. هكذا قال سيبويه (١) وحسنه في هذا الباب شبه المنصوب بالمفعول ، وشبه المرفوع بالفاعل. وقال سيبويه : لو قلت : إن من خيارهم رجلا ثم سكتّ ؛ كان قبيحا حتى تعرفه بشيء أو تقول : إن رجلا من أمره كذا وكذا» (٢) وأجاز الأخفش والفراء جعل اسم «إنّ» صفة رافعة لظاهر مغن عن الخبر ، فيقولان : إن قائما الزيدان. وجواز هذا مبني على جواز : قائم الزيدان ونحوه دون استفهام ولا نفي (٣) وقد تقدم تنبيهي في باب المبتدأ على أن نحو هذا يستقبحه سيبويه ويستحسنه الأخفش واستشهد على جوازه بقول الشاعر :
٩٣٨ ـ خبير بنو لهب فلا تك ملغيا |
|
مقالة لهبيّ إذا الطّير مرّت (٤) |
فمن قاس على هذا في الابتداء أجاز دخول «إنّ» عليه فيقول إن خبيرا بنو لهب ، ويلزم من أجاز هذا من البصريين أن يجيز دخول «ظننت» كما فعل الكوفيون فيقول : ظننت خبيرا بنو لهب. والصحيح أن يقال : إعمال الصفة عمل الفعل فرع إعمال الفعل فلا يستباح إلا في موضع [٢ / ١٠٠] يقع فيه الفعل. فلا يلزم من تجويز : قائم الزيدان ، إنّ قائما الزيدان ، ولا ظننت قائما الزيدان ، لصحة وقوع الفعل المتجرد من «إنّ» و «ظننت» وامتناع وقوعه بعدهما (٥). واستدل الكوفيون على ظننت قائما الزيدان ونحوه بقول الشاعر :
٩٣٩ ـ أظنّ ابن طرثوث عتيبة ذاهبا |
|
بعاديتي تكذابه وجعائله (٦) |
__________________
(١) الكتاب (٢ / ١٢٦).
(٢) الكتاب (٢ / ١٥٣).
(٣) ينظر الهمع (١ / ١٣٦) ، وابن عقيل (١ / ٩٠) ، وشرح التسهيل للمرادي (١ / ٤٢٨).
(٤) البيت لرجل من طيئ ، من الطويل ، وهو في شرح الألفية لابن الناظم (٤١) ، وابن عقيل (١ / ٩٠) ، والتصريح (١ / ١٥٧) ، والأشموني (١ / ١٩٢) ، والعيني (١ / ١٨) ، والهمع (١ / ٩٤) ، والدرر (١ / ٧٢).
والشاهد قوله : (خبير بنو لهب) حيث ابتدأ بالوصف المكتفي بمرفوعه دون الاعتماد على نفي أو استفهام وهذا مذهب الكوفيين ومن تبعهم ومذهب الأخفش من البصريين.
(٥) ينظر الهمع (١ / ٣٦).
(٦) البيت لذي الرمة وهو في التذييل (٢ / ٦٦٧ ، ١٠٥٤) ، ومعاني القرآن للفراء (١ / ٤١٥) ، وديوان ذي الرمة (١٢٦٤) ، برواية (لعل ابن طرثوث عتيبة ذاهب) ولا شاهد في هذه الرواية.
اللغة : العادية : البئر. جعائله : ما جعله للحاكم ورشاه به.
والشاهد قوله : (أظن ابن طرثوث .. ذاهبا) حيث نصبت «ظن» الصفة «ذاهبا» واستغني بمرفوع هذه