ولكنّي خشيت على عديّ |
|
سيوف الروم أو إيّاك حار |
الشعر لفاختة بنت عديّ ، وعديّ : ملك غساني ، وهو ابن أخت الحارث بن أبي شمر ، وكان عديّ قد أغار على بني أسد ، فلقيته بنو سعد بن ثعلبة وقتلته بعد حرب ، قتله عمرو وعمير ابنا حذار ، وأمهما تماضر يقال لها «مقيّدة الحمار» وقيل : مقيدة الحمار في هذا الشعر ، الحرّة من الأرض ، لأنها تعقل الحمار فكأنها قيد له.
والشاهد : أو إيّاك حار : حيث لم يقدر على الضمير المتصل ، فاستعمل الضمير المنفصل ، وحار : أراد «حارثا». [سيبويه / ١ / ٣٨].
(٢٠٩) يقولون في حقويك ألفان درهما |
|
وألفان دينارا فما بك من فقر |
قوله : ألفان درهما ، وألفان دينارا ، حقه أن يقول : ألفا درهم ، وألفا دينار لأن تمييز الألف مفرد مجرور وكذلك تمييز ما ثني منه.
(٢١٠) قتلت فكان تباغيا وتظالما |
|
إنّ التّظالم في الصديق بوار |
أفكان أوّل ما أثبت تهارشت |
|
أولاد عرج عليك عند وجار |
البيتان لأبي مكعت الحارث بن عمرو ، والمقتولة جارية لضرار بن فضالة اسمها أنيسة ، واحترب الفريقان من أجلها ، وبوار : على وزن «فعال» اسم للهلكة ، ودار البوار ، دار الهلاك ، والعرج : جمع عرجاء ، وهي الضبع ، والعرج خلقة فيها ، والعرب تجعل عرج معرفة لا ينصرف ، تجعلها بمعنى الضباع بمنزلة القبيلة ، ولا يقال للذكر أعرج ويقال لها «عراج» معرفة لعرجها ، والوجار : جحر الضبع.
والشاهد : «بوار» على وزن فعال ، مبني على الكسر.
(٢١١) هما خطّتا إمّا إسار ومنّة |
|
وإمّا دم والقتل بالحرّ أجدر |
البيت للشاعر تأبط شرا من قطعة أوردها أبو تمام في الحماسة ، وقد مضت قصة الأبيات في شاهد سابق (فأبت .. تصفر) والبيت شاهد على حذف نون التثنية للضرورة في قوله «خطتا» إذا روينا «إسار ومنة» بالرفع ، وإذا روينا إسار ومنة بالجرّ ، فإنّ النون تحذف للإضافة ، (وإمّا) زائدة بين المتضايفين وهو أيضا ضرورة ، ويروى البيت «لكم خصلة ...» وعندئذ ، لا مشكلة [شرح أبيات المغني / ٧ / ٣٦٠ ، والتصريح / ٢ / ٥٨].