النصب على الظرفية ، كما انتصب «حقا» على ذلك بدليل دخول «في» عليه في البيت وأنّ وصلتها مبتدأ والظرف خبره.
وقوله : «لا خلّ هواك .. الخ» يقول : لا يدخل في الحقّ ووجوهه أن يكون حبي لك غراما وحبّك لا يرجع إلى معلوم ، وقال الميداني في مجمع الأمثال : «ما أنت بخلّ ولا خمر» قال أبو عمرو : بعض يجعل الخمر للذتها خيرا ، والخلّ لحموضتها شرا ، وأنه لا يقدر على شربه وبعضهم يجعل الخمر شرا ، والخلّ خيرا ، ويقولون : لست من هذا الأمر في خلّ ولا خمر ، أي : لست منه في خير ولا شرّ.
وقبل البيت الشاهد :
هل الوجد إلّا إنّ قلبي لودنا |
|
من الجمر قيد الرمح لاحترق الجمر |
وبعده : أي : بعد البيت الشاهد :
فإن كنت مطبوبا فلا زلت هكذا |
|
وإن كنت مسحورا فلا برأ السحر |
وقوله : هل الوجد : أي : ما الوجد ، والوجد : الحبّ الشديد ، و «قيد» بكسر القاف المقدار من المسافة ، والمطبوب : الداء الذي يعرف دواؤه ، يقول : إن كان الذي بي داء معلوما يعرف دواؤه فلا فارقني ، فإني ألتذّ به ، وإن كنت مسحورا ، أي : وإن كان الذي بي لا يعلم ما هو فلا فارقني أيضا. [شرح أبيات مغني اللبيب ج ١ / ٣٥٨].
(١٩٧) رأت رجلا أيما إذا الشمس عارضت |
|
فيضحى وأيما بالعشيّ فيخصر |
البيت لعمر بن أبي ربيعة ، من قصيدته التي مطلعها «أمن آل نعم ..» وعارضت الشمس : غدت في عرض السماء ، يضحى : يبرز للشمس ، يخصر : يبرد ، والبيت كناية عن مواصلة السفر في النهار وفي العشيّ ، وقوله : «أيما» بالياء.
قال ابن هشام : وقد تبدل ميم «أمّا» الأولى ياء ، استثقالا للتضعيف وذكر البيت ، وقد رواه المبرد على هذه الصورة أيضا في إحدى رواياته ، وقوله : رأت : الفاعل ، ضمير «صاحبته نعم» وجملة (أما .. إذا) صفة لقوله «رجلا» و «إذا» ظرف متعلق بـ يضحى قدم عليه لوجوب الفصل بين أما ، والفاء. والشمس : فاعل ، لفعل محذوف ، وعارضت :