البيت للفرزدق ، وسفار : بوزن قطام ، وحذام ، منهل ماء بين البصرة والمدينة والمستجيز : المستقي ، المعوّر : الذي لا يسقى إذا طلب الماء.
والشاهد : سفار : فإنه اسم على وزن فعال ـ بفتح الفاء ـ وهو علم على مؤنث وآخر حروفه راء مهملة. وهو في هذا البيت مرويّ بكسر آخره ، مع أنه مفعول به فدلّ على أنه مبنيّ على الكسر. [الشذور / ٩٦ ، وشرح أبيات المغني / ٢ / ٢٤٦].
(١٠٦) ألم تروا إرما وعادا |
|
أودى بها الليل والنهار |
ومرّ دهر على وبار |
|
فهلكت جهرة وبار |
هذان البيتان للأعشى ميمون بن قيس ، وإرم ، وعاد : جماعتان عظيمتان من العرب ورد ذكرهما في القرآن ، «وبار» على وزن قطام وحذام ، أرض كانت من محالّ قوم عاد ، في صحارى بلاد العرب ، أما إرم وعاد : فلم يهلكهما الليل والنهار ، وتقادم الزمن ، كما قال الشاعر ، وإنما أهلكهم الله بذنوبهم ، كما ورد في القرآن.
وقوله : تروا : مضارع مجزوم ينصب مفعولين : الأول : إرما ، والثاني : جملة أودى.
وقوله : جهرة : منصوب على الظرفية ، أو مفعول مطلق ، أو حال مؤولة بالمشتق.
والشاهد : (وبار) في المرة الأولى : مبنية على الكسر ، وإن كانت منونة فإنّ هذا التنوين للضرورة ، ولو كانت معربة لجرّها بالفتحة ، لأن الاسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، وجاءت «وبار» في المرة الثانية معربة مرفوعة بدليل أن القوافي مرفوعة ، وقيل «وبار» الأخيرة هي فعل «باروا» أي هلكوا ، وحقها أن تكتب بالواو ، والجملة معطوفة ، وقال و «باروا» بالتذكير على معنى «الحيّ» ، وإن كانت «وبار» من البوار فيصح في لغة أن تحذف واو الجماعة ، ويدلّ عليها بالضمة ، وقد مضت شواهد على ذلك. [شذور الذهب / ٩٧ ، وشرح المفصل / ٤ / ٦٤ ، والهمع / ١ / ٢٦ ، والأشموني / ٣ / ٢٦٩ ، والتصريح / ٢ / ٢٢٥].
(١٠٧) ولما رأيت الخيل تترى أثائجا |
|
علمت بأنّ اليوم أحمس فاجر |
للحارث بن وعلة الجرميّ ، وقوله : تترى : من المواترة ، وهي التتابع ، فالتاء بدل من واو ، وجاءت الخيل تترى : أي : متقطعة ، أي : تتابعت وبينها فترات ، وهو مصدر منصوب على الحالية ، أي : متتابعين ، ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف تقديره :