فلانة» وكأنهم أرادوا أن يجعلوا للجمع علامة ، كما جعلوا للمؤنث ، وهي قليلة ، وهذا إقرار من سيبويه ، بأن «لغة أكلوني البراغيث» لغة فصيحة صحيحة. [سيبويه / ١ / ٣٢٦ ، وشرح المفصل / ٣ / ٨٩ ، والهمع / ١ / ١٦٠ ، والخزانة / ٥ / ٢٣٤].
(١٩٣) كأنّك لم تذبح لأهلك نعجة |
|
فيصبح ملقى بالفناء إهابها |
.. البيت لرجل من بني دارم .. والإهاب : الجلد ، ما لم يدبغ. والشاهد فيه ، نصب ما بعد الفاء على الجواب ، وإن كان معناه الإيجاب ، لأنه كان قبل دخول (كأنّ) منفيا على تقدير ، لم تذبح نعجة ، فيصبح إهابها ملقى ، ثم دخلت عليه «كأنّ» فأوجبت ، فبقي على لفظه منصوبا ، أي : أنّ المعنى قبل فاء السببيّة ليس نفيا ، ولا طلبا ، وهما شرطان لإضمار أن بعدها. [سيبويه / ١ / ٤٢١ ، والمقتضب / ٢ / ١٨].
(١٩٤) ديار ميّة إذ ميّ مساعفة |
|
ولا يرى مثلها عجم ولا عرب |
البيت لذي الرّمة .. ومساعفة : مواتية. ورخم مية : فقال : ميّ ، في غير النداء ضرورة ، وقيل : كانت تسمى : ميّا ، وميّة.
والشاهد فيه نصب «ديار» بفعل مقدر ، تقديره : أذكر ، ديار ميّة وأعينها ، ولا يذكر هذا الفعل لكثرته في كلامهم. كما قالوا : كليهما وتمرا .. لجريان ذلك مجرى المثل. [الخزانة / ٢ / ٣٣٩ ، وسيبويه / ١ / ١٤١ ، والهمع / ١ / ١٦٨].
(١٩٥) تصغي إذا شدّها بالرّحل جانحة |
|
حتى إذا ما استوى في غرزها تثب |
.. البيت لذي الرمّة ، يذكر ناقته ، أنها مؤدبة ، تسكن إذا شدّ عليها الرحل فإذا استوى راكبها عليها سارت في سرعة ، والجانحة : المائلة في شقّ ، والغرز للرحل ، كالركاب للسرج.
والشاهد في البيت ، رفع جواب «إذا» لأنها تدخل على وقت بعينه ، أما حرف الشرط فهو مبني على الإبهام في الأوقات وغيرها .. فأنت تقول : «آتيك إذا احمرّ البسر» ، فيكون حسنا. ولو قلت : «إن احمرّ البسر» كان قبيحا لأن «إن» مبهمة. [سيبويه / ١ / ٤٣٣ ، واللسان (صغا)].
(١٩٦) اردد حمارك لا تنزع سويّته |
|
إذن يردّ وقيد العير مكروب |