.. ليس للبيت قائل معروف .. والأعضب : المكسور القرن .. والعرب تتشاءم وتتطير إذا مرّ بين يديها حيوان قرنه ملتو أو كان مكسورا ، ودون بمعنى قدّام ... والمعنى : إذا قيل : سيروا ، لعلّ ليلى قريبة برح لنا ظبي ذو قرن معوجّ وقرن مكسور ، فآذن ببعدها ، وهذا ليس على الحقيقة ، وإنما هو كقولهم لمن يتقاتلون (دقّوا بينهم عطر منشم). يريد حصل حادث شؤم حال دون تحقيق الهدف. وإذا : شرطية .. جوابها جملة جرى. ومائل : فاعل جرى.
والشاهد : حذف خبر لعلّ ، والتقدير : لعلها قريبة. وخبر إنّ : جملة لعلها قريبة. [شرح أبيات مغني اللبيب ج ٧ / ٣٢٠].
(١٤٦) فمن يك أمسى بالمدينة رحله |
|
فإنّي وقيار بها لغريب |
هذا البيت لضابىء بن الحارث البرجمي ، من أبيات قالها وهو محبوس في سجن المدينة ـ زمن عثمان بن عفّان ، رضياللهعنه ـ لهجاء قاله في خصومه ... ومطلع الأبيات :
دعاك الهوى والشوق لما ترنّمت |
|
هتوف الضحى بين الغصون طروب |
يجاوبها ورق الحمام لصوتها |
|
فكل لكلّ مسعد ومجيب |
.. وقوله : من يك : أصلها : من يكن ، حذفت النون للتخفيف ..
ورحله : اسم أمسى ، وبالمدينة : خبرها. وجملة أمسى : خبر يك. والرحل : المنزل ، وما يحتاج إليه المسافر من الأثاث .. وقيّار : اسم جمل ، أو فرس. يقول : من كان بالمدينة بيته ومنزله ، فلست من أهلها ، ولا لي بها منزل.
والشاهد : قوله : لغريب ، خبر إنّ ، وخبر : قيار ، محذوف. والتقدير : فإني لغريب بها ، وقيار كذلك. [سيبويه ج ١ / ٣٨ ، والإنصاف / ٩٤ ، وشرح المفصل / ٨ / ٦٨ ، والهمع / ٢ / ١٤٤ ، والأشموني ج ١ / ٢٨٦ ، وشرح أبيات المغني ج ٧ / ٤٣ ، والخزانة ج ١٠ / ٣١٢].
(١٤٧) أين المفرّ والإله الطالب |
|
والأشرم المغلوب ليس الغالب |
هذا الرجز قاله نفيل بن حبيب ، يخاطب أبرهة الحبشي عند ما غزا الكعبة ، والأشرم في