.................................................................................................
______________________________________________________
بين الفارض والبكر. ومنه قول الشاعر :
٥٠٩ ـ إنّ الرّشاد وإنّ الغيّ في قرن |
|
بكلّ ذلك يأتيك الجديدان (١) |
والإشارة بما للواحد إلى الجمع كقول لبيد (٢) [١ / ٢٨٢] :
٥١٠ ـ ولقد سئمت من الحياة وطولها |
|
وسؤال هذا النّاس كيف لبيد (٣) |
ومنه قول مسكين الدارمي (٤) :
٥١١ ـ وبينا الفتى يرجو أمورا كثيرة |
|
أتى قدر من دون ذاك متاح (٥) |
__________________
(١) البيت من بحر البسيط لم أعثر على قائله.
اللغة : القرن : الاقتران والتصاحب. والمعنى : الرشاد والغي مقترنان وموجودان معا في الحياة والناس. وشاهد البيت واضح.
انظر البيت في : شرح التسهيل (١ / ٢٤٩) ، والتذييل والتكميل (٣ / ٢٠٩) ، وليس في معجم الشواهد.
(٢) سبقت ترجمته.
(٣) البيت من بحر الكامل قاله لبيد العامري من قصيدة يشكو فيها طول عمره وسأمه الحياة ، انظر ديوان لبيد (ص ٤٦). وشاهده هنا واضح ، وبمثله استشهد ابن جني في المحتسب (١ / ١٧٩). ومثل هذا الشاهد قول الفرزدق يمدح هشام بن عبد الملك ، ديوانه (٢ / ٢٣١) :
وأنت لهذا النّاس بعد نبيّهم |
|
سماء يرجّى للمحول غمامها |
والبيت في معجم الشواهد (ص ١٠٧) ، وهو في شروح التسهيل لابن مالك (١ / ٢٤٩) ، وللمرادي (١ / ٢٥٦) ولأبي حيان (٣ / ٢٠٩).
(٤) اسمه : ربيعة بن عامر من بني دارم ، شاعر شجاع من أهل العراق ، لقب بالمسكين لقوله (من الرمل) :
أنا مسكين لمن أنكرني |
|
... |
وقوله (من الطويل) :
وسمّيت مسكينا وكانت لحاجة |
|
وإني لمسكين إلى الله راغب |
مدح معاوية وطلب منه تولي ابنه يزيد بعده (من الطويل) :
إذا المنبر الغربيّ خلّى مكانه |
|
فإنّ أمير المؤمنين يزيد |
وهو صاحب البيت المشهور في شواهد النحو (رقم ١٦٧ في خزانة الأدب) :
أخاك أخاك إنّ من لا أخا له |
|
كساع إلى الهيجا بغير سلاح |
وله شعر يرثي فيه زياد بن أبيه ورده عليه الفرزدق. مات مسكين في عام (٨٩ ه).
ترجمته في : الشعر والشعراء (١ / ٥٥١) وخزانة الأدب (٣ / ١١٦).
(٥) البيت من بحر الطويل ، قاله مسكين الدارمي كما في الشرح.
ومعناه : أن الإنسان يخطط ويبني آمالا ضخمة في حياته ، ثم يجيئه الموت غفلة فيمحو كل شيء.
وشاهده : قوله : من دون ذاك ، حيث أشار إلى الجمع وهي الأمور بلفظ الواحد ؛ قال أبو حيان : «ويحتمل أن