[الإشارة إلى المكان]
قال ابن مالك : (ويشار إلى المكان بهنا لازم الظّرفيّة أو شبهها معطى ما لذا من مصاحبة وتجرّد. وكهنالك ثمّ وهنّا بفتح الهاء وكسرها ، وقد يقال هنّت موضع هنّا ، وقد تصحبها الكاف ، وقد يراد بهناك وهنالك وهنا الزّمان.
وبني اسم الإشارة لتضمّن معناها ، أو لشبه الحرف وضعا وافتقارا).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : قال المصنف (١) : من قال في الإشارة إلى الشخص القريب ذا ، قال في الإشارة إلى المكان القريب هنا دون تنبيه ولا خطاب. ومن رأى مصاحبة التنبيه فقال هذا ، قال ها هنا. ومن قال ذاك قال هناك ، ومن قال ذلك قال هنالك ، ومن سوّى ذاك وذلك ملغيا للتوسط سوّى هناك وهنالك ، ومن لم يسوّهما معترفا بالتوسط لزمه مثل ذلك في هناك وهنالك ، ومن قال هذاك جامعا بين التنبيه والخطاب قال ها هناك ، ولا يقال ها هنالك ، كما لا يقال هذالك.
ويشار أيضا إلى المكان البعيد بثمّ وهنّا وهنّا كما يشار إليه بهنالك ، وقد يقال هنّاك وهنّاك ، وقد يقال هنّت موضع هنّا.
ومن شواهد هذا قول الشاعر :
٥١٢ ـ كأنّ ورسا خالط اليرنّا |
|
خالطه من ها هنّا وهنا (٢) |
ومن شواهد هنّت قول الآخر :
٥١٣ ـ وكانت الحياة حين حبّت |
|
وذكرها هنّت ولات هنّت (٣) |
__________________
يكون ذاك في هذا البيت عائدا على مفرد وهو المصدر المفهوم من يرجو أي : من دون ذاك الرّجاء».
انظر البيت في : معجم الشواهد (ص ٨٤) وشرح التسهيل (١ / ٢٥٠) والتذييل والتكميل (٣ / ٢٠٩).
وتعليق الفرائد (ص ٧٠٤).
(١) شرح التسهيل (١ / ٢٥٠).
(٢) البيتان من الرجز المشطور نادرا الوجود في كتب النحو واللغة ، ولم أعثر على قائلهما.
اللغة : الورس : نبات كالسمسم يزرع في اليمن نافع يطلى به الثياب ويشرب منه للدواء ، اليرنّا : الحناء.
وشاهده : الإشارة بهما إلى المكان. والبيت في معجم الشواهد (ص ٥٤٧) ، وهو في التذييل والتكميل (٣ / ٢١١) ، وشرح التسهيل (١ / ٢٥٠).
(٣) البيتان من الرجز المشطور قالهما رؤبة كما في اللسان (مادة هنا). وشاهدهما واضح.
والبيتان في شروح التسهيل لابن مالك (١ / ٢٥٠) ولأبي حيان (٣ / ٢١١) وللمرادي (١ / ٢٥٦) ، وهو في معجم الشواهد (ص ٤٥١).