فقال : ادع
عليهم.
فقلت : أبدلني
بهم خيرا منهم وأبدلهم بي شرّا لهم منّي) .
وفي كلام له :
.. وإنّما الأئمة قوّام اللّٰه على خلقه ، وعرفاؤه على عباده ، ولا يدخل
الجنة إلّا من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه ..) .
توضح لنا هذه
النصوص امتداد النهجين بعد رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله ، وتصدّر قريش المعارضة بعد رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله ، بعد أن عارضته في حياته ، وقد مرّ عليك حكاية الإمام
علي عليهالسلام طلبهم من رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله أن يأتيهم بالشجرة التي أمامه ، ولما أتاهم بها قالوا
إنّه ساحر.
نعم إنّ قريشا
قد نقضت البيعة ، وثلمت حصن اللّٰه بأحكام الجاهلية ، وفي عهدهم أرز
المؤمنون ونطق الضالّون المكذّبون وتصدّر الجهّال لأمور الدين ، وحكّموا العصبية
والقبلية في الشريعة ، وعملوا بغير علم «فلا يزيده بعده عن الطريق الواضح إلّا
بعدا من حاجته ، لأنّ العامل بالعلم كالسائر على الطريق الواضح ، فلينظر ناظر ، أسائر
هو أم راجع» .
وقد وضّح
الإمام بخطبة ورسائله انحراف الأمّة عن الشريعة ، وتحكيم الرأي والبدع والأهواء
فيها ، مؤكّدا عليهالسلام لزوم اتّباع أهل البيت ، لأنّ الابتعاد عنهم يعني
الخروج عن الجادّة والسير على غير هدى ، وقد صنف الإمام الناس إلى رجلين : متّبع
شرعة ، ومبتدع بدعة ليس معه من اللّٰه سبحانه برهان سنة ولا ضياء حجّة.
في آخر عرّف
أهل البيت بأنهم «الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب ولا تؤتى البيوت إلّا من
أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقا» «وإنّ من سلك الطريق الواضح ورد
الماء ، ومن خالف وقع في التيه». وكان قد قال قبلها «أيّها الناس لا تستوحشوا من
طريق الهدى لقلة أهله ، فإنّ الناس قد اجتمعوا على مائدة شبعها قصير وجوعها طويل».
كل ذلك وهو
يؤكد على مكانته من رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله ، وأنه كان يتّبعه اتّباع الفصيل
__________________