يتّضح انّ الحكم في
الحديث عدم توريث التركة يتجلى ان المراد بالجماعة جماعة الأنبياء اذ لا توجد
جماعة أخرى نحتمل عدم انتقال تركاتها إلى الورثة ، وقد دلّ صريح القرآن الكريم على
توريث بعض الأنبياء اذ قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم مخبراً عن زكريا عليهالسلام : « واني خفت الموالي من ورائي وكانت
امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربّ رضياً » والإرث
في الآية بمعنى ارث المال لأنّه هو الذي ينتقل حقيقة من الموروث إلى الوارث وأما
العلم والنبوة فلا ينتقلان انتقالاً حقيقياً ، وامتناع انتقال العلم على نظرية
اتحاد العاقل والمعقول
واضح كل الوضوح واما إذا اعترفنا بالمغايرة الوجودية بينهما فلا ريب في تجرد الصور
العلمية
وانها قائمة بالنفس قياماً صدورياً
بمعنى انّها معلولة للنفس والمعلول الواحد بحسب الذات ـ
__________________