ما ترى بذنب وما يعفو الله ، عنه أكثر ، ثم تلا هذه الآية : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) (١).
[١٨٤٨٣] حدثنا أبى : حدثنا يحيي بن عبد الحميد الحماني ، حدثنا جرير عن أبى البلاد قال : قلت للعلاء بن بدر : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) وقد ذهب بصري وأنا غلام؟ قال : فبذنوب والديك (٢).
[١٨٤٨٤] حدثنا أبي ، حدثنا علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا وكيع عن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن الضحاك قال : ما نعلم أحدا حفظ القرآن ثم نسيه إلا بذنب ثم قرأ الضحاك : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) ثم يقول الضحاك : وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن (٣).
قوله تعالى : (رَواكِدَ) إلى قوله : (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا) آيات ٣٣ ـ ٣٤
[١٨٤٨٥] عن ابن عباس رضي الله عنهما (رَواكِدَ) قالب وقوفا (أَوْ يُوبِقْهُنَ) قال : يهلكهن (٤).
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) آية ٣٩
[١٨٤٨٦] عن إبراهيم النخعي رضي الله ، عنه في قوله : (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) قال : كانوا يكرهون للمؤمنين أن يستذلوا ، وكانوا إذا قدروا عفوا (٥).
قوله تعالى : (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) آية ٤٢
[١٨٤٨٧] حدثنا الحسن بن موسى ، حدثنا سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد حدثنا عثمان الشحام ، حدثنا محمد بن واسع قال : قدمت مكة فإذا على الخندق منظرة فأخذت ، فانطلق بي إلى مروان بن المهلب وهو أمير على البصرة فقال : حاجتك يا أبا عبد الله. قلت : حاجتي إن استطعت أن تكون كما قال أخو بني عدي قال : ومن أخو بني عدي؟ قال : العلاء بن زياد ، استعمل صديقا له مرة على عمل فكتب إليه «أما بعد فإن استطعت أن لا تبيت إلا وظهرك خفيف ، وبطنك خميص وكفك نقية من دماء المسلمين وأموالهم ، فإنك إذا فعلت ذلك لم يكن عليك سبيل (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) فقال : صدق
__________________
(١) ـ (٣) ابن كثير ٧ / ١٩٦.
(٤) ـ (٥) الدر ٧ / ٢٠٠.