سورة الحج
٢٢
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) آية ١
[١٣٧٦٧] عن الحسن وغيره عن عمران بن حصين قال : لما نزلت (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) إلى قوله : (وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) أنزلت عليه هذه وهو في سفر فقال : «أتدرون أي يوم ذلك»؟ قالوا : الله ورسوله أعلم! قال : «ذلك يوم يقول الله لآدم : ابعث بعث النار. قال : يا رب ، وما بعث النار؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار ، وواحدا إلى الجنة» فأنشأ المسلمون يبكون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قاربوا وسددوا فإنها لم تكن نبوة قط ، إلا كان بين يديها جاهلية ، فتؤخذ العدة من الجاهلية فإن تمت وإلا أكملت من المنافقين ، وما مثلكم : إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة ، أو كالشامة في جنب البعير» ثم قال : «اني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة» فكبروا! ثم قال : «إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة» فكبروا! ثم قال : «إني لأرجوا أن تكونوا نصف أهل الجنة» فكبروا! قال : فلا أدري قال الثلثين أم لا (١).
[١٣٧٦٨] عن أنس قال : نزلت (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) إلى قوله : (وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسير له فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال : أتدرون أي يوم هذا؟ هذا يوم يقول الله لآدم : «يا آدم قم فابعث بعث النار كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فكبر ذلك على المسلمين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سددوا وقاربوا وابشروا فو الذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير ، أو كالرقمة في ذراع الدابة ، وإن معكم لخليقتين ما كانتا في شيء قط إلا أكثرتاه : يأجوج ، ومأجوج ومن هلك من كفرة الإنس والجن» (٢).
[١٣٧٦٩] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ـ وأصحابه عنده (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ
__________________
(١) الدر ٦ / ٤.
(٢) الدر ٦ / ٥ ـ ٦.