[١٣٣٤٩] عن ابن عباس رضي الله عنهما (وَمَنْ كانَ) في الدنيا (أَعْمى) عما يرى من قدرتي من خلق السماء والأرض والجبال والبحار والناس والدواب واشباه هذا (فَهُوَ) عما وصفت له في الآخرة ولم يره (أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) يقول : أبعد حجة.
قوله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) الآية.
[١٣٣٥٠] عن ابن عباس قال : إن أمية بن خلف وأبا جهل بن هشام ورجالا من قريش أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : تعال فاستلم آلهتنا وندخل معك في دينك ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه فراق قومه ويحب إسلامهم فرق لهم فأنزل الله (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) إلى قوله : (نَصِيراً) (١).
[١٣٣٥١] عن سعيد بن جبير قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم الحجر فقالوا : لا ندعك تستلمه حتى تستلم آلهتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما عليّ لو فعلت والله يعلم مني خلافه؟ فأنزل الله (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) إلى قوله : (نَصِيراً) (٢).
[١٣٣٥٢] عن ابن شهاب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طاف يقول له المشركون : استلم ، استلم آلهتنا كي لا تضرك فكاد يفعل ، فأنزل الله (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) الآية (٣).
[١٣٣٥٣] عن جبير بن نفير رضي الله عنه ان قريشا أتو النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له : إن كنت أرسلت إلينا فاطرد الذين اتبعوك من سقاط الناس ومواليهم لنكون نحن أصحابك فركن إليهم فأوحى الله إليه (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) الآية (٤).
[١٣٣٥٤] عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال : أنزل الله (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) فقرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) فألقى عليه الشيطان كلمتين تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترتجى. فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم ما بقي من السورة وسجد فأنزل الله (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) الآية فما زال مغموما مهموما حتى أنزل الله تعالى (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) الآية.
__________________
(١ ـ ٣) الدر ٥ / ٣٢٠.
(٤) الدر ٥ / ٣٢٠.