مَرَّتَيْنِ) قال : أفسدوا المرة الأولى فبعث الله عليهم جالوت فقتلهم ، وأفسدوا المرة الثانية فقتلوا يحيي بن زكريا عليهما السلام ، فبعث الله عليهم بختنصر.
[١٣١٩٠] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بعث الله عليهم في الأول جالوت ، فجاس خلال ديارهم وضرب عليهم الخراج والذل ، فسألوا الله أن يبعث إليهم ملكا يقاتلون في سبيل الله ، فبعث الله طالوت.
قوله تعالى : (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)
[١٣١٩١] عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) قال : جند أتوا من فارس يتجسسون من أخبارهم ويسمعون حديثهم معهم بختنصر فوعى حديثهم من بين أصحابه ، ثم رجعت فأرسل ولم يكثر قتال ونصرت عليهم بنوا إسرائيل ، فهذا وعد الأولى (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) بعث ملك فارس ببابل جيشا وأمر عليهم بختنصر فدمروهم فهذا وعد الآخرة.
قوله تعالى : (فَجاسُوا)
[١٣١٩٢] عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (فَجاسُوا) قال : فمشوا (١).
قوله تعالى : (وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)
[١٣١٩٣] عن قتادة رضي الله عنه قال : اما المرة الأولى فسلط عليهم جالوت ، حتى بعث الله طالوت ومعه داود فقتله داود ، ثم رد الكرة لبني إسرائيل (وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) أي عددا ، وذلك في زمان داود. (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) آخر العقوبتين (لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) قال : ليقبحوا وجوهكم ، (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ) قال : كما دخل عدوهم قبل ذلك (وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً) قال : يدمروا ما علوا تدميرا فبعث الله عليهم في الآخرة بختنصر البابلي المجوسي ابغض خلق الله إليه فسب وقتل وخرب بيت المقدس وسامهم سوء العذاب (٢)
قوله تعالى : (تَبَّرْنا)
[١٣١٩٤] عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : (تَبَّرْنا) دمرنا بالنبطية (٣).
__________________
(١) الدر ٥ / ٢٤٥.
(٢ ـ ٣) الدر ٥ / ٢٤٥.