وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) (١).
[١٢٢٤٦] عن الحسن ـ رضي الله عنه ـ قال : إذا كان يوم القيامة ، قام إبليس خطيبا على منبر من نار فقال : (إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ) ... إلى قوله : (وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَ) قال : بناصري (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ) قال : بطاعتكم إياي في الدنيا (٢).
قوله تعالى : (ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَ).
[١٢٢٤٧] السدي في قوله عن مجاهد في قوله : (وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ) (بِمُصْرِخِيَ) قال : ما أنا بنافعكم وما أنتم بنافعي (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ) قال : شركه عبادته (٣).
[١٢٢٤٨] عن مجاهد رضي الله عنه ـ في قوله : (بِمُصْرِخِيَ) قال : بمغيثي (٤)
قوله تعالى : (أَصْلُها ثابِتٌ)
[١٢٢٤٩] حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبان ـ يعني ابن يزيد العطار ـ حدثنا قتادة ، أن رجلا قال : يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور بالأجور! فقال : «أرأيت لو عمد إلى متاع الدنيا. فركب بعضها على بعض أكان يبلغ السماء؟ أفلا أخبرك بعمل أصله في الأرض وفرعه في السماء؟ قال : ما هو يا رسول الله؟ قال : تقول : «لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله» ، عشر مرات في دبر كل صلاة ، فذاك أصله في الأرض وفرعه في السماء (٥).
قوله تعالى : (اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ) آية ٢٦
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في قوله : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً) شهادة أن لا إله إلا الله (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) وهو المؤمن (أَصْلُها ثابِتٌ) يقول : لا إله إلا الله (ثابِتٌ) في قول المؤمن (وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) يقول : يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ) وهي الشرك (كَشَجَرَةٍ
__________________
(١) ابن كثير ٤ / ٤٠٩.
(٢) الدر ٥ / ١٨ ـ ١٩.
(٣) الدر ٥ / ١٨ ـ ١٩.
(٤) الدر ٥ / ١٨ ـ ١٩.
(٥) الدر ٥ / ٢٠.