الْكافِرُونَ) يعني بها : كفار العرب ، وأهل الكتاب من حارب منهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم وكفر بآياته.
قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ) آية ٣٣
[١٠٠٦٩] أخبرنا موسى بن هارون الطوسي فيما كتب إلى ثنا الحسين بن محمد المروذي ثنا شيبان عن قتادة (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ) قال :
قاتل الله قوما ينتحلون دينا لم يصدقه قوم قط ولم يفلحه ولم ينصره إذا أظهروه إهراق به دماؤهم ، وإذا سكتوا عنه كان فرحا في قلوبهم ذلك والله دين سوء قد ألاصوا هذا الأمر منذ بضع وستين سنة ، فهل أفلحوا فيه يوما أو أنجحوا؟.
قوله تعالى : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)
[١٠٠٧٠] حدثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) قال : يظهر الله نبيه علي أمر الدين كله ، فيعطيه إياه كله ، ولا يخفى عليه منه شيء.
الوجه الثاني :
[١٠٠٧١] ذكره محمد بن عامر بن إبراهيم ثنا أبى عن النعمان بن عبد السلام عن سفيان وغيره عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال : بعث الله محمدا (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ، فديننا فوق الملل ، ورجالنا فوق نسائهم ولا يكون رجالهم فوق نسائنا.
الوجه الثالث :
[١٠٠٧٢] حدثنا علي بن الحسين ثنا المقدمي ثنا معمر عن ليث عن مجاهد (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) قال : لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة إلا الإسلام وحتى تأمن الشاة الذئب والبقرة الأسد ، والإنسان الحية وحتى لا تقرض فأرة جرابا وحتى توضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير فهو قوله : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) وروى عن الضحاك أنه قال : يظهر الإسلام علي الدين كل دين.