والله لا أطلقها حتي يطلقني رسول الله ، وأما الآخر : فعمد إلى حائطه الذي تخلف عليه وهو مونع فجعله صدقة ، وأما الآخر : فركت المفاوز والوقع حتى لحق نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورجلاه تسيلان دما.
[١٠٠٨٨] حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا المحاربي عن جويبر عن الضحاك (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) قال : يعني : خلفوا عن التوبة ، لم يتب عليهم حتى تاب الله على أبى لبابة وأصحابه ـ وروى عن أبي مالك أنه قال : (خُلِّفُوا) عن التوبة.
والوجه الثاني :
[١٠٠٨٩] حدثنا علي بن الحسين ثنا أحمد بن الصباح ثنا الخفاف عن أبي عمرو عن عكرمة بن خالد المخزومي أنه كان يقرؤها وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خَلِّفُوا نصب أي بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
قوله تعالى : (حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ) الآية.
[١٠٠٩٠] حدثنا محمد بن عزيز الأيلي ثنا سلامة بن روح ثنا عقيل قال : سألت ابن شهاب عن أمر كعب بن مالك حين تخلف عن غزوة تبوك ، فأخبرنى محمد بن مسلم أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أخبره أن عبد الله بن كعب قال : وكان قائد كعب قال : سمعت كعب بن مالك قال : فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله منا ، قد ضاقت علي نفسي وضاقت عليّ (الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ) ، سمعت صارخا أوفى على جبل بأعلى سلع بأعلى صوته : يا كعب بن مالك ، أبشر فخررت ساجدا.
قوله تعالى : (وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ).
[١٠٠٩١] حدثنا أبو سعيد ثنا عقبة بن خالد عن إسرائيل عن جابر عن مجاهد قال : ما كان من ظنّ في القرآن فهو يقين.
قوله تعالى : (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا).
[١٠٠٩٢] حدثنا أبى ثنا أبو صالح ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ) فبدأ التوبة من الله (لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) يعني ان استقاموا ـ وروى عن الضحاك : مثل ذلك.